المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمحات عن دراسة (لعل) في القرآن الكريم


محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 12:46 PM
لمحات عن دراسة (لعل) في القرآن الكريم
1- في (لعل) لغات كثيرة لم يجيء منها في القرآن إلا لغة واحدة وهي (لعل) وتحتمل آية واحدة وهي قوله تعالى:
{وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون} أن تكون (أن) بمعنى (لعل) [ابن يعيش: 8/ 88] [سيبويه: 1/ 463].
2- جاء خبر (لعل) جملة فعلية فعلها مضارع واسما مفردا.
في [المقتضب: 3/ 73]: «والخبر يكون اسما، لأنها بمنزلة (إن) ويكون فعلا وظرفا كما يكون في (إن).
ومنع مبرمان والرماني والحريري وقوع الماضي خبرًا للعمل.
[المغني: 1/ 223]، [الهمع: 1/ 135]، [البرهان: 4/ 395]، [البحر: 1/ 135]، ولا تدخل الفاء في خبر (لعل) أو (ليت) [الإيضاح لأبي علي: 55-56].
3- معنى (لعل) الترجي وهو التوقع في المحبوب والإشفاق في المكروه ومن استعمالها في الإشفاق قوله تعالى:
1- {لعل الساعة قريب} [42: 17].
فإن الساعة مخوفة في حق المؤمنين بدليل قوله تعالى: {والذين آمنوا مشفقون منها}.
2- {وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا} [33: 63].
3- {فلعلك باخع نفسك على آثارهم} [18: 6].
4- {لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين} [26: 3].
5- {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك} [11: 12].
6- {وإن أدري لعله فتنة لكم} [21: 111].
ولعل في غير ما ذكر للتوقع = 123 موضع.
4- التوقع والترجي في كلام الله سبحانه إنما يرجع إلى المخاطبين.
انظر [سيبويه: 1/ 167]، [المقتضب :4/ 183]، [أمالي الشجري :1/ 50-51].
وقال العز بن عبد السلام في كتاب: «الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز» [ص25]. «لعل وعسى كلاهما مجاز تشبيه أو تسبيب في كل صفة لا يليق بالرب الاتصاف بحقيقتها».
حكى البغوي في تفسيره عن الواقدي: أن جميع ما في القرآن من (لعل) فإنها للتعليل إلا قوله: {لعلكم تخلدون} فإنها للتشبيه وكونها للتشبيه غريب لم يذكره النحاة ووقع في صحيح البخاري في قوله: {لعلكم تخلدون} أن (لعل) للتشبيه.
وذكر غيره أنها للرجاء المحض وهو بالنسبة إليهم.
[البرهان: 4/ 394]، [الإتقان: 1/ 172]، [البحر المحيط: 7/ 32].

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 12:46 PM
دراسة (لعل) في القرآن الكريم
في [المقتضب: 3/ 73]: «ومن هذه الحروف (لعل).
تقول: لعل زيدا يقوم، و(لعل) حرف جاء لمعنى مشبه بالفعل كأن معناه التوقع لمحبوب أو مكروه.
وأصله: عل واللام زائدة فإذا قلت لعل زيدا يأتينا بخير، ولعل عمرا يزورنا فإنما مجاز الكلام من القائل أنه لا يأمن أن يكون هذا كذا.
والخبر يكون اسما لأنها بمنزلة (إن) ويكون فعلا وظرفا كما يكون في (إن) تقول: لعل زيدا صديق لك ولعل زيدا في الدار ولعل زيدا إن أتيته أعطاك».
وفي [سيبويه: 2/ 311]: «و(لعل) و(عسى) طمع وإشفاق».
وفي [المقتضب: 4/ 108]: «و(لعل) معناها التوقع لمرجو أو مخوف».
وفي [المغني: 1/ 223]: «ولا يمتنع كون خبرها فعلا ماضيا خلافًا للحريري».
وفي الحديث (وما يدريك لعل الله أطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم).
انظر [النهاية لابن الأثير: 4/ 59].
وقال الشاعر:
وبدلت قرحا داميا بعد صحة = لعل منايانا نحولن أبؤسا
وأنشد سيبويه:
أعد نظرا يا عبد فيس لعلما = أضاءت لك النار الحمار المقيدا
فإن اعترض هنا بأن (لعل) هنا مكفوفة بما فالجواب أن شبهة المانع أن (لعل) للاستقبال فلا تدخل على الماضي.
ولا فرق على هذا بين كون الماضي معمولاً لها أو معمولا في حيزها.
ومما يوضح بطلان قوله ثبوت ذلك في خبر (ليت) وهي بمنزلة (لعل).
نحو: {يا ليتني مت قبل هذا } {يا ليتني كنت ترابا} {يا ليتني قدمت لحيات} {يا ليتني كنت معهم}.

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 12:47 PM
(لعل) في كلام الله سبحانه
في [المقتضب: 4/ 183]: «ولا يقال لله عز وجل تعجب. ولكنه خرج على كلام العباد ومثل هذا قوله: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} و(لعل) إنما هي للترجي. ولا يقال ذلك لله، ولكن المعنى – والله أعلم – اذهبا أنتما على رجائكما، وقولا القول الذي ترجوان به ويرجو به المخلوق تذكر من طالبوه.
وانظر [سيبويه: 1/ 167]، [ابن يعيش: 8/ 58-86]، [أمالي الشجري: 1/ 50-52]، [شرح الرضى للكافية: 2/ 322]، [الإشارة إلى الإيجاز: 25]، [البرهان: 4/ 57،: 492-495]، [الإتقان: 1/ 172].
الآيات
1- {فعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك} [11: 12].
في [القرطبي: 4/ 324]: «وقيل: معنى الكلام النفي مع استبعاد أي لا يكن منك ذلك. بل تبلغهم كل ما أنزل إليك وذلك أن مشركي مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. لو أتيتنا بكتاب ليس فيه سب آلهتنا لاتبعناك فهب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. أن يدع سب آلهتهم فنزلت وفي السمين: «الأحسن أن تكون على بابها بالنسبة إلى المخاطب».
[الجمل: 2/ 377]، وانظر [البحر: 5/ 207].
2- {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} [12: 2].
في [القرطبي: 4/ 3347] : «أي لكي تعلموا معانيه وتفهموا ما فيه.
وقيل: (لعلكم تعقلون) أي لتكونوا على رجاء من تدبره فيعود معنى الشك إليهم لا إلى الكتاب ولا إلى الله عز وجل».
3- {أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون} [12: 46].
في [البحر: 5/ 315]: «واحترز بلفظة (لعلي) لأنه ليس على يقين من الرجوع إليهم إذ من الجائز أن يخترم دون بلوغه إليهم.
وقوله: {لعلهم يعلمون} كالتعليل لرجوعه إليهم بتأويل الرؤيا.
وقيل: لعلهم يعلمون فضلك ومكانك من العلم يطلبونك ويخلصونك من محنتك فتكون (لعل) كالتعليل لقوله (أفتنا) [الكشاف :2/ 259-260]».
4- {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا} [18: 6].
في [البحر: 7/ 97]: «(لعل) للترجي في المحبوب والإشفاق في المكروه.
وقال العسكري هي موضوعة موضع النهي يعني أن المعنى: لا تبخع نفسك.
وقيل: وضعت موضع الاستفهام. وكون (لعل) للاستفهام قول كوفي.
والذي يظهر أنها للإشفاق أشفق أن يبخع الرسول نفسه لكونه لم يؤمنوا».
5- {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} [20: 44].
في [البحر: 6/ 245]: «والترجي بالنسبة لهما إذ هو مستحيل وقوعه من الله تعالى. وقال الفراء: (لعل) هنا بمعنى (كي) أي كي يتذكر أو يخشى.
كما تقول اعمل لعلك تأخذ أجرك. وقيل: (لعل) للاستفهام أي هل يتذكر أو يخشى.
والصحيح أنها على بابها من الترجي بالنسبة إلى البشر».
[الكشاف: 2/ 434]، [سيبويه: 1/ 167]، [المقتضب: 4/ 183].
6- {ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون} [23: 49].
في [البحر: 6/ 408] : «ترج بالنسبة إليهم لعلهم يهتدون لشرائعها ومواعظها».
7- {وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون} [26: 129].
في [القرطبي: 6/ 484]: «أي كي تخلدوا. وقيل: (لعل) استفهام بمعنى التوبيخ، أي فهل تخلدون، كقولك: لعلك تشتمني، أي هل تشتمني، وروى معناه عن ابن زيد».
وفي [البحر: 7/ 32]: «الظاهر أن (لعل) على بابها من الرجاء، وكأنها تعليل للبناء والاتخاذ، أي الحامل لكم على ذلك هو الرجاء للخلود».
8- {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون} [39: 27-28].
في [الجمل: 3/ 606-607]: « {لعلهم يتقون} علة لقوله: {لعلهم يتذكرون} فالأول سبب في الثاني».
9- {ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون} [40: 67].
في [الجمل :4/ 23]: «الواو حرف عطف، و(لعل) حرف تعليل، وهذه العلة معطوفة على العلة قبلها. وهذا مما يؤيد القول بأنها تكون للتعليل».

محمد أبو زيد
1 رجب 1434هـ/10-05-2013م, 10:36 PM
خبر (لعل)
جاء خبر (لعل) في القرآن جملة فعلية فعلها مضارع في 124 موضع. وجاء الخبر اسما مفردا في خمسة مواضع هي قوله تعالى: 1- وما يدريك لعل الساعة قريب [42: 17].
2- فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك [11: 12].
3- فلعلك باخع نفسك على آثارهم [18: 6].
4- لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين [26: 3].
5- وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين [21: 111].
جمهور النحويين يرى أن اقتران المضارع في خبر (لعل) بأن مختص بالشعر في سيبويه 1: 478: «وقد يجوز في الشعر أيضًا لعلي أن أفعل بمنزلة عسيت أن أفعل». وفي المقتضب 3: 74: «إذا ذكرت الفعل فهو بغير (أن) أحسن، لأنه خبر ابتداء، وانظر المفصل 2: 196، ابن يعيش 8: 87، المغني 1: 478، الكامل 2: 242.
وقد وجدت ذلك في النثر من ذلك:
1- قال الأحنف بن قيس: حسبي بهذا المجلس يا أمير المؤمنين، لعله أن يأتي من هو أولى بذلك مني. البيان والتبيين 1: 54.
2- قالت هند لزوجها أبي سفيان: لا تشغلك النساء عن هذه الأكرومة التي لعلك أن تسبق إليها. العقد الفريد 2: 287.
3- من كلام أوس أخي الخزرج: فلعل الذي استخرج العذق من الجريمة، والنار من الوثيمة أن يجعل لمالك نسلا... الأمالي 1: 102.
4- في الحديث من كلام عمر: ثم ادع الله لهم عليها بالبركة لعل الله أن يجعل في ذلك. صحيح مسلم 1: 190.
وفي الحديث أيضًا: لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته...