المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (لا) العاملة عمل (ليس)


محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 12:28 PM
(لا) العاملة عمل (ليس)
عرض سيبويه للحديث عنها في كتابه [1/ 28، 354، 357].
قال في [1/ 354]: «فمما لا يتغير عن حاله قبل أن تدخل عليه (لا) قول الله عز وجل: {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} وقال الراعي:
وما صرمتك حتى قلت معلنة = لا ناقة لي في هذا لا وجمل
وقد جعلت – وليس ذلك بالأكثر – بمنزلة (ليس) وإن جعلتها بمنزلة (ليس) كانت حالها كحال (لا) في أنها في موضع ابتداء، وأنها لا تعمل في معرفة، فمن ذلك قول سعد بن مالك:
من صد عن نيرانها = فأنا ابن قيس لا براح
وفي [المقتضب :4/ 382]: «وقد تجعل (لا) بمنزلة (ليس) لاجتماعهما في المعنى، ولا تعمل إلا في نكرة». وانظر [ص360].
وقال [الرضى: 1/ 101] : «عمل (لا) عمل (ليس) شاذ، قالوا: يجيء في الشعر... والظاهر أنه لا يعمل (لا) عمل (ليس) لا شاذًا ولا قياسًا، ولم يوجد في شيء من كلامهم خبر (لا) منصوبًا، كخبر (ما) و(ليس) وهي في نحو: (لا براح) و(مستصرخ) الأولى أن يقال: هي التي في نحو. (لا إله إلا الله). وفي [البحر: 2/ 88] : «وجزم ابن عطية بأن (لا) عاملة عمل (ليس) وهو ضعيف لأن إعمال (ما) إعمال (ليس) ضعيف، لم يجيء منه في لسان العرب إلا ما لا بال به، والذي يحفظ من ذلك قوله:
تعز فلا شيء على الأرض باقيا = ولا وزر مما قضى الله واقيا
أنشده ابن مالك، ولا أعرف هذا البيت إلا من جهته».
وانظر [البحر: 1/ 169]، [المغني: 1/ 195-196].
جوز سيبويه في قراءة الجمهور: {لا خوف عليهم} أن تكون (لا) عاملة عمل (ليس) ثم قال: وليس ذلك بالأكثر [1/ 354] أما القراءات الأخرى التي جعلت فيها (لا) عاملة عمل (ليس) فهي من الشواذ.
1- {ذلك الكتاب لا ريب فيه} [2: 2].
في [البحر: 1/ 36-37] : «قرأ أبو الشعثاء: {لا ريب فيه} بالرفع وكذا قراءة زيد بن علي حيث وقع ورفعه على أن يكون (ريب) مبتدأ و(فيه) الخبر. وهذا ضعيف لعدم تكرار (لا) أو يكون إعمالها عمل (ليس)... وهو ضعيف أيضًا، لقلة إعمال (لا) عمل (ليس): فلهذا كانت هذه القراءة ضعيفة».
2- {والشمس تجري لمستقر لها} [36: 38].
في [معاني القرآن: 2/ 377] : «من قال: {لا مستقر لها} أو {لا مستقر لها} فيهما وجهان حسنان جعلها أبدا جارية».
وفي [البحر: 7/ 336]: «قرأ عبد الله وابن عباس {لا مستقر لها} مبنيا على الفتح... ابن أبي عبلة برفع (مستقر) وتنوينه على إعمالها إعمال (ليس) نحو قول الشاعر:
تعز فلا شيء على الأرض باقيا = ولا وزر مما قضى الله واقيا

3- {ولات حين مناص} [38: 3].
في [سيبويه: 1/ 28] : «وزعموا أن بعضهم قرأ: {ولات حين مناص}، وهي قليلة، كما قال بعضهم في قول سعد بن مالك:
من صد عن نيرانها = فأنا ابن قيس لا براح
جعلها بمنزلة (ليس)».