المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمحات عن دراسة (كم) في القرآن الكريم


محمد أبو زيد
30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 07:37 PM
لمحات عن دراسة (كم) في القرآن الكريم
1- جاءت (كم) متعينة للاستفهامية في ثلاث آيات ومحتملة للاستفهامية والخبرية في خمس آيات. آيات (كم) الاستفهامية هي:
1- {قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم} [2: 295].
2- {قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم} [18: 19].
3- {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم} [23: 112-113].
وقد أخطأ السيوطي التوفيق حين زعم أن (كم) الاستفهامية لم تقع في القرآن.
قال في كتابه [الإتقان:1/170] «وترد استفهامية ولم تقع في القرآن».
2- إذا فصل بين (كم) وتمييزها بفعل متعد وجب جر التمييز بيمن، لئلا يلتبس بمفعول الفعل.
والاستفهامية كالخبرية في ذلك. [الرضى:2/91] كل ما جاء في القرآن من ذلك جاءت معه (من) جارة للتمييز.
3- قال [الرضى:2/91]: «وأما مميز (كم) الاستفهامية فلم أعثر عليه مجرورًا بمن ولا دل على جوازه كتاب من كتب النحو ولا أدري ما صحته؟
في القرآن خمس آيات تحتمل (كمل) فيها أن تكون استفهامية وخبرية وقد جر تمييزها بمن.
وأما قوله الرضى: «ولا دل على جوازه كتاب» فليس بصحيح فإن سيبويه ذكر في كتابه أن (من) تدخل في تمييز (كم) فأطلق ولم يخصص ذلك بالخبرية.
قال: [1: 299]: «ولله دره من رجل، فتدخل (من) هاهنا كدخولها في (كم) توكيدًا».
أما المقتضب فكلامه أصرح وأوضح جعل دخول (من) في تمييز (كم) الاستفهامية هو الأصل ثم حملت عليها (كم) الخبرية.
قال: [3: 66] فلما اجتمع في (كم) الاستفهامية وأنها تقع سؤالا عن واحد، كما تقع سؤالا عن جمع ولا تخص عددًا دون عدد لإبهامها، ولأنها لو خصت لم تكن استفهامًا لأنها لما كانت تكون معلومة عند السامع دخلت (من) على الأصل ودخلت في التي هي خبر لأنها في العدد والإبهام كهذه.
4- قال [الرضى:2/94]: «واعلم أن مميز (كم) لا يكون إلا نكرة استفهامًا كان أولا».
جاء تمييز (كم) معرفة في هذه الآيات:
1- {أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم} [20: 128].
2- {أفلم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم} [32: 26].
3- {وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح} [17: 17].
في [الكشاف:2/355]: «{من القرون} بيان لكم وتمييز له، كما يميز العدد بالجنس ونقله في [النهر:6/16]، [البحر: 20].
5- (كم) لفظها مفرد ومعناها جمع. الرضى 2: 94، البحر 8: 163، روعي معنى (كم) في هذه المواضع.
1- {وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتًا} [7: 4].
[العكبري:1/150]، [البحر:4/268].
2- {وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئًا} [53: 26].
[العكبري:2/130]، [البحر:8/163].
3- {كم من فئة قليلة غلبة فئة كثيرة بإذن الله} [2: 249].
من هذا يتبين لنا أنه لم يراع في القرآن لفظ (كم).
6- جواز الزمخشري والعكبري وصف (كم) في قوله تعالى:
1- {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا} [19: 74].
الزمخشري: {هم أحسن أثاثا} صفة لكم.
2- {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا} [50: 36].
{هم أشد} يجوز أن يكون جرا صفة لقرن، ونصبا صفة لكم. [العكبري:2/127].
وفي [البحر:6/210]: «نص أصحابنا على أن (كم) الاستفهامية والخبرية لا توصف ولا يوصف بها، فالجملة صفة لقرن».
7- مواقع (كم) في الإعراب: جاءت مفعولا به وظرف زمان ومبتدأ ومنصوبة على الاشتغال.
8- (كم) لها صدر الكلام استفهامية كانت أو خبرية عند البصريين [الرضى:2/91]، [العكبري:1/1450]، [القرطبي:15/224]، [البحر:7/33-334]. وجعل الكوفيون صدر الكلام للاستفهامية لا للخبرية. [معاني القرآن:2/333-376].

محمد أبو زيد
30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 07:39 PM
دراسة (كم) في القرآن الكريم
1- جاءت (كم) استفهامية في قوله تعالى:
1- {قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم} [2: 259].
2- {قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم} [18: 19].
3- {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم} [23: 112-113].
احتملت (كم) أن تكون استفهامية وأن تكون خبرية في قوله تعالى:
1- {سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة} [2: 211].
(كم) استفهامية عند كمال الدين الأنباري. [البيان:1/149]، [العكبري:1/50-51].
وأبي حيان وأجاز الزمخشري أن تكون استفهامية وخبرية. [الكشاف:1/128].
وفي [البحر:2/127]: «وأجاز الزمخشري أن تكون (كم) هنا خبرية وهو ليس بجيد، لأن جعلها خبرية هو اقتطاع للجملة التي هي فيها من جملة السؤال، لأنه يصير المعنى: سل بني إسرائيل وما ذكر المسئول عنه.
ثم قال: كثير من الآيات آتيناهم فيصير هذا الكلام مفلتا مما قبله لأن جملة {كم آتيناهم} صارت خبرًا صرفًا لا تتعلق بها {سل}.
وأنت ترى أن معنى الكلام ومصب السؤال على هذه الجملة، فلهذا لا يكون إلا في الاستفهامية.
2- {ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم} [6: 6].
(كم) استفهامية عند [العكبري:1/132]، و[القرطبي:6/391] و[أبي حيان البحر:4/75]، و[النهر:75]، و[البيان:1/314].
2- {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون} [6: 31].
(كم) خبرية عند سيبويه 1: 467 لأنه أبدل المصدر المؤول {أنهم إليهم لا يرجعون} من (كم) وكذلك عند الأنباري. [البيان:2/294]. و[العكبري:2/105]، و[الزمخشري الكشاف:3:/285].
وجوز الفراء فيها الخبرية والاستفهامية [معاني القرآن:2/376].
انظر [البحر:7/333-334]، و[المغني:1/157]، [القرطبي:15/24].
4- {أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم} [20: 128].
(كم) استفهامية عند الفراء. [معاني القرآن:2/195]، و[الحوفي والعكبري:2/67-68] وهي خبرية عند كمال الدين الأنباري. [البيان:2/154]، و[أبي حيان البحر:6/288-289].
5- {أو لم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم} [32: 26].
(كم) استفهامية عند [العكبري:2/99]، وخبرية عند الزمخشري.
[الكشاف:3/224]، و[أبي حيان البحر:7/205]، ومحتملة لهما عند الفراء. [معاني القرآن:2/333].

محمد أبو زيد
30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 07:39 PM
جر تمييز (كم) بمن
إذا فصل بين (كم) وتمييزها بفعل متعد وجب الإتيان بمن لئلا يلتبس التمييز مفعول ذلك الفعل المتعدى.
[شرح كافية الرضى:2/91]، [العكبري:1/51].
كل ما جاء من ذلك في القرآن جاءت فيه (من) جارة للتمييز.
1- {سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة} [2: 211].
2- {ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض} [6: 6].
3- {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون} [36: 31].
4- {أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم} [20: 128].
5- {أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون} [32: 26].
6- {كم أهلكنا من قبلهم من قرن} [38: 3].
7- {وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح} [17: 17].
8- {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا} [19: 74].
9- {وكم أهلكنا قبلهم من قرن} [19: 98].
10- {كم تركوا من جنات وعيون} [44: 25].
11- {وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها} [28: 58].
12- {وكم أرسلنا من نبي في الأولين} [43: 6].
13- {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا} [50: 36].
14- {وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة} [21: 11].
وقول الرضى في [شرح الكافية:2/91]: «وأما مميز (كم) الاستفهامية فلم أعثر عليه مجرورًا بمن ولا دل على جوازه كتاب من كتب النحو ولا أدري ما صحته سبق ردنا عليه.
وانظر [المقتضب:3/66]، و[سيبويه:1/299].

محمد أبو زيد
30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 07:40 PM
تمييز (كم)
يرى الرضى أن تمييز (كم) الاستفهامية والخبرية يجب أن يكون نكرة. قال [الرضي:2/94]: «وأعلم أن مميز (كم) لا يكون إلا نكرة استفهاما كان أو لا. أما الاستفهامية فلوجوب تنكير المميز المنصوب.
وأما الخبرية فلأنها كناية عن عدد مبهم ومعدود كذلك.
والغرض من إتيان المميز بيان جنس ذلك المعدود المبهم فقط وذلك يحصل بالنكرة، فلو عرف وقع التعريف ضائعا جاء تمييز (كم) معرفة في قوله تعالى:
1- {وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح} [17: 17].
في [الكشاف:2/355]: «{من القرون} بيان لكم وتمييز له، كما يبين العدد بالجنس ونقله في [البحر:6/20]، و[النهر: 16].
2- {أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم} [20: 128].
3- {أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم} [32: 26].

محمد أبو زيد
30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 07:40 PM
(كم) لفظها مفرد ومعناها جمع
قال [الرضى:2/94]: «(كم) في حاليها مفرد اللفظ مذكر.
قال الأندلسي: فيجوز الحمل على اللفظ نحو: كم رجلا جاءك مع أن المسئول عنه مثنى أو مجموع.
ويجوز الحمل على المعنى، نحو: كم رجلاً جاءاك وجاءوك...
يجوز: كم امرأة جاءتك، وجئنك، وجاءك، حملا على اللفظ وعلى المعنى ولا يجوز أن يكون الضمير عائدا على التمييز، لبقاء المبتدأ بلا ضمير من الخبر وهو جملة».
روعي معنى (كم) في هذه المواضع:
1- {وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا} [7: 4].
في [العكبري:1/150]: «(كم) مبتدأ، والخبر (أهلكناها) وجاء تأنيث الضمير العائد على (كم) لأن (كم) في المعنى قرى».
وفي [البحر:4/268]: «أعاد الضمير على معنى (كم)».
2- {وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى} [53: 26].
في [البيان:2/298]: «(كم) خبرية في موضع رفع بالابتداء، و{لا تغني شفاعتهم} الخبر، وجمع ضمير (كم) حملا على معنى (كم) لأن المراد بها الجمع. ولو حمل على اللفظ فوحد فقال: شفاعته لكان جائزًا». [العكبري:2/130]، [البحر:8/163].
3- {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله} [2: 249].
(كم) مبتدأ و(غلبت) الخبر. [الباين:1/167]، [العكبري:1/59].
4- {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد} [50: 36].
الظاهر أن الضمير في (نقبوا) عائد على (كم)، [النهر:8/128].
من هذا يتبين لنا أنه لم يعد في القرآن ضمير على لفظ (كم).

محمد أبو زيد
30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 07:41 PM
هل توصف (كم)؟
أجاز الزمخشري وصف (كم) وتبه العكبري في هذه المواضع:
1- {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا} [19: 74].
في الكشاف 2: 420: «{هم أحسن} في محل النصب صفة لكم، ألا ترى أنك لو تركت (هم) لم يكن لك بد من نصب (أحسن) على الوصفية». [العكبري:2/61].
في [البحر:6/210]: «ونص أصحابنا على أن (كم) الاستفهامية والخبر لا توصف ولا يوصف بها، فعلى هذا يكون {هم أحسن أثاثا} في موضع الصفة لقرن، وجمع لأن القرن مشتمل على أفراد كثيرة، فروعي معناه». [المغني:2/148].
2- {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله} [2: 249].
في [العكبري:1/59]: «(غلبت) خبر (كم) ويجوز أن تكون الجملة في موضع رفع صفة لكم».
3- {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا} [50: 36].
في [العكبري:2/127]: «هم (أشد) يجوز أن تكون جرًا صفة لقرن ونصبا صفة لكم».

محمد أبو زيد
30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 07:42 PM
مواقع (كم) في الإعراب
1- وقعت مفعولاً به في هذه المواضع:
1- {ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم} [6: 6].
(كم) في موضع نصب بأهلكنا، [البيان:2/314]، [العكبري:1/132]، [القرطبي:6/391]، [البحر:4/75].
2- {وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح} [17: 17].
(كم) في موضع نصب بأهلكنا. [الكشاف:2/355]، [العكبري:2/47]، [البحر:6/20].
3- {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا} [19: 74].
(كم) مفعول (أهلكنا) [الكشاف:2/420]،[البيان:2/133]، [العكبري:2/61]، [البحر:6/210].
4- {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد} [19: 98].
(كم) في موضع نصب بأهلكنا. [النهر:6/216].
5- {أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم} [20: 128].
(كم) في موضع نصب بأهلكنا. [البيان:2/154]، [العكبري:2/68]، [البحر:6/289].
[القرطبي:11/260]. وقال الفراء: هي فاعل (يهد). [معاني القرآن:2/195]، وتبعه الزمخشري. [الكشاف:2/451].
6- {وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قومًا آخرين} [21: 11].
(كم) في موضع نصب بقصمنا. [العكبري:2/96]، [النهر:6/299].
7- {أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم} [26: 7].
في [العكبري:2/87]: «(كم) في موضع نصب بأنبتنا».
8- {وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها} [28: 58].
(كم) في موضع نصب بأهلكنا. [البيان:2/235]، [العكبري:1/93].
9- {أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم} [32: 26].
(كم) في موضع نصب بأهلكنا، [العكبري:2/99]، [القرطبي:14/110]، [البحر:7/205]. [الباين:2/261]. وقال الفراء: فاعل (يهد) أو منصوب بأهلكنا. [معاني القرآن:2/332].
10- {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون} [36: 31].
(كم) في موضع نصب بأهلكنا. [البيان:2/294]، [المغني:1/757].
وقال الفراء: (كم) منصوبة بيروا أو بأهلكنا. [معاني القرآن:2/376].
انظر [الكشاف:3/285]، [البحر:7/333-334]، [العكبري:2/105]، [سيوبيه:1/467]. [القرطبي:15/24].
11- {بل الذين كفروا في عزة وشقاق كم أهلكنا من قبلهم من قرن} [38: 2-3].
(كم) في موضع نصب بأهلكنا. [العكبري:2/108].
12- {وكم أرسلنا من نبي في الأولين} [43: 6].
في [العكبري:2/118]: «(كم) نصب بأرسلنا».
13- {إنهم جند مغرقون كم تركوا من جنات وعيون} [44: 25-26].
في [العكبري:2/121]: «(كم) نصبو بتركوا».
14- {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا} [50: 36].
في [العكبري:/127]: «(كم) نصب بأهلكنا».
وقعت (كم) مفعولاً ثانيًا في قوله تعالى: {سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة} [2: 211].
[البحر:2/126]، [المغني:2/110]، [القرطبي:3/27]، [العكبري:1/50-51]. وأجاز أن تكون مبتدأ، وكذلك ابن عطية ورده أبو حيان. وقال الأنباري: كم ظرف تقديره: كم مرة. [البيان:1/149]. ووقعت (كم) ظرف زمان في قوله تعالى:
1- {قال كم لبثت} [2: 259].
2- {قال قائل منهم كم لبثتم} [18: 19].
3- {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين} [33: 113].
ووقعت (كم) مبتدأ في قوله تعالى:
1- {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله} [2: 249].
2- {وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئًا} [53: 26].
3- {وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا} [7: 4].
وجوز العكبري أن تكون (كم) في موضع نصب على الاشتغال: [العكبري:1/150]، [البحر:4/268]، [القرطبي:7/162]، [البيان:1/354].
وقال [الرضى:2/94]: «ليس بمعروف انتصابهما (كم الخبرية والاستفهامية) إلا مفعولاً: أو ظرفًا أو مصدرًا، وخبر (كان) نحو: كم كان مالك، أو مفعولاً ثانيًا لباب ظن، نحو: كم ظننت مالك».

محمد أبو زيد
30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 07:43 PM
كم لها صدر الكلام
قال [الرضى:2/91]: «ولهما صدر الكلام. أما الاستفهامية فللاستفهام. وأما الخبرية فلما تضمنته من المعنى الإنشائي في التكثير، كما أن (رب) لما تضمنت المعنى الإنشائي في التقليل وجب لها صدر الكلام.
وإنما وجب تصدر متضمن معنى الإنشاء لأنه مؤثر في الكلام مخرج له عن الخبرية. وكل ما أثر في معنى الجملة من الاستفهام والعرض والتمني والتشبيه ونحو ذلك فحقها صدر تلك الجملة، خوفًا من أن يحمل السامع تلك الجملة على معناها قبل التغيير، فإذا جاء المغير في آخرها تشوش خاطره، لأنه يجوز رجوع معناه إلى ما قبله من الجملة مؤثرًا فيها، ويجوز بقاء الجملة على حالها، فيترقب جملة أخرى يؤثر ذلك المؤثر فيها».
وفي [القرطبي:15/24]: «قال النحاس: (كم) لا يعمل فيها ما قبلها، لأنها استفهام، ومحال أن يدخل الاستفهام في خبر ما قبله، وكذا حكمها إذا كانت خبرًا». وفي [الكشاف:3/285]: «(كم) لا يعمل فيها ما قبلها كانت للاستفهام أو للخبر لأن أصلها للاستفهام».
وفي [البحر:7/333]: «الخبرية فيها لغتان: الفصيحة كما ذكر لا يتقدمها عامل إلا ما ذكرنا من الجار.
واللغة الأخرى حكاها الأخفش. يقولون فيها: ملكت كم غلام، أي ملكت كثيرًا من الغلمان. فكما يجوز أن يتقدم العامل على كثير كذلك يجوز أن يتقدم على (كم) لأنها بمعناها». [المغني:1/157-158].
وفي [العكبري:1/150]: «ولا يجوز تقدم الفعل على (كم) وإن كانت خبرية لأنها صدر الكلام، إذا أشبهت (رب) وانظر [الباين:2/54].
الكوفيون لا يرون لكم الخبرية صدر الكلام. جوز الفراء في قوله تعالى: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون} [36: 31]. أن تكون (كم) منصوبة بالفعل (يروا) [معاني القرآن:2/376].
وجوز أن تكون (كم) فاعلاً في قوله تعالى: {أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم} [32: 36]. [معاني القرآن:2/33].