المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رُبَّ


محمد أبو زيد
30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 03:11 PM
رُبَّ

1- {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} [15: 2].
في [النشر:2/301]: «واختلف في {ربما} فقرأ المدنيان وعاصم بتخفيف الباء، وقرأ الباقون بتشديدها».
(رُبَّ) حرف، معناها في المشهور التقليل، لا التكثير خلافا لزاعمه، لم تقع في القرآن إلا في هذه السورة على كثرة وقوعها في لسان العرب.
(ما) مهيئة لمجيء الفعل بعدها، وجوزوا أن تكون نكرة موصوفة، و(رب) جارة لها، والعائد من الصفة محذوف تقديره: رب شيء يوده الذي كفروا. {لو كانوا مسلمين} بدل من (ما).
(رب) لا تدخل إلا على مستقبل عند الأكثرين، فأولوا (يود) بمعنى ود، لما كان المستقبل في إخبار الله كالماضي لتحقق وقوعه...
وليس ذلك بلازم، بل قد تدخل على المستقبل لكنه قليل...
من قال: إنها للتقليل قال: التكثير استفيد من السياق. [البحر:5/442-544]، [العكبري:2/38].
وقال [الرضى:2/309]: «والتزم ابن السراج وأبو علي في الإيضاح كون الفعل ماضيا، لأن وضع (رب) للتقليل في الماضي كما ذكرنا، والعذر عندهما في نحو قوله: {ربما يود} أن مثل هذا المستقبل، أي الأمور الأخروية غالب عليها في القرآن ذكرها بلفظ الماضي، نحو: {وسيق الذين ونادى أصحاب الجنة}.
وقال الربعي: أصله: ربما كان يود، فحذف (كان) لكثرة استعماله بعد (ربما)..
والمشهور جواز دخول (ربما) على المضارع بلا تأويل، كما ذكره أبو على في غير الإيضاح». انظر [المقتضب:2/48، 55]، [ابن يعيش:8/29].
2- {وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها} [48: 21].
«جوز الزمخشري أن تكون {وأخرى} مجرورة بإضمار (رب) وهذا فيه غرابة، لأن (رب) لم تأت في القرآن جارة مع كثرة ورود ذلك في كلام العرب فكيف يؤتي بها مضمرة» [البحر:8/97].