المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة (إذ) في القرآن الكريم


عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:00 AM
دراسة (إذ) في القرآن الكريم

(إذ) من الظروف المبنية، والدليل على اسميتها قبولها التنوين، والإخبار بها؛ نحو: "مجيئك إذ جاء زيد"، والإضافة إليها بلا تأويل.
وهي تلزم الإضافة إلى الجملة الاسمية أو الفعلية.
وفي [الهمع:1/205] «يشترط في الجملة ألا تكون شرطية، فلا يقال: أتذكر إذ إن تأتنا نكرمك، ولا إذ من يأتك تكرمه إلا في ضرورة».
وقال المبرد في [المقتضب:4/348] «فإذا كان بعدها فعل ماض قبح أن يفرق بينها وبينه. تقول: جئتك إذ زيد يقوم ويقبح: جئتك إذ زيد قام... لأنك إذا قلت: "جئتك إذ زيد يقوم" فإنما وضعت (يقوم) في موضع (قائم)، لمضارعته إياه، و(قام) لا يضارع الأسماء.
و(إذ) إنما تضاف إلى فعل وفاعل، أو ابتداء وخبر، فإذا أضيفت إلى الفعل قدم، وإذا أضيفت إلى الابتداء قدم، ولم يكن الخبر إلا اسمًا، أو فعلاً مما يضارع الأسماء» وانظر [سيبويه:1/54-55]، و[الرضى:2/108]، [ابن يعيش:4/96]، [الدماميني:1/182].
وتلزم (إذ) الظرفية عند الجمهور، فلا تتصرف بأن تقع فاعلة، أو مبتدأ وتخرج عن الظرفية إن أضيف إليها اسم الزمان.
وجوز الأخفش والزجاج، وابن مالك وقوعها مفعولاً به في قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ} [7: 86].
وبدلاً منه نحو: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ} [19: 16]. والجمهور لا يثبتون ذلك.
في [شرح الكافية للرضي:2/108] «وتقع مفعولاً بها كقولك: أتذكر إذ من يأتنا نكرمه، وقوله تعالى:
{وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ} [46: 21].
على أن (إذ) بدل من قوله: {أَخَا عَادٍ} وانظر [المغني:1/74].
وفي [أمالي الشجري:1/176] «والتقدير الآخر: أن يكون أراد: اذكروا... كما قيل في قوله عز وجل:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [2: 30].
إن التقدير: واذكروا إذ قال ربك للملائكة، وقد ظهر هذا العامل المقدر هاهنا في قوله تعالى:
{وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ} [7: 86]».
وفي [المغني:1/74]: «والغالب على المذكورة في أوائل القصص في التنزيل أن تكون مفعولاً به بتقدير: اذكر» وانظر [بدائع الفوائد:1/208].
الحوفي في إعرابه للقرآن، وأبو البقاء العكبري في إعرابه، والزمخشري في كشافه يعربون (إذ) مفعولاً به لاذكر في آيات كثيرة من القرآن.
أما أبو حيان فهو مع الجمهور في أن (إذ) لا تكون مفعولاً به لاذكر. قال في [البحر المحيط:4/410]: «وأما قول من ذهب إلى أنه يتصرف فيها بأن تكون مفعولة باذكر فهو قول من عجز عن تأويلها على ما ينبغي لها من إبقائها ظرفًا».
وقال في [البحر:1/192]: «قدمنا أن لا نختار أن يكون مفعولاً به لاذكر، لا ظاهرة ولا مقدرة، لأن ذلك تصرف فيها، وهي عندنا من الظروف التي لا يتصرف فيها إلا بإضافة اسم زمان لها».
كما منع أبو حيان أن يتعلق (إذ) باذكر. قال في [البحر:4/486]:
«قال الحوفي: (إذ) ظرف العامل فيه (اذكروا) وهذا لا يتأتى أصلاً، لأن (اذكر) للمستقبل، فلا يكون ظرفه إلا مستقبلاً، و(إذ) ظرف ماض يستحيل أن يقع فيه المستقبل».
وقال في [6: 85]: «لا يتأتى تعلقه باذكر لأنه ظرف ماض».
وانظر [11/15، 152، 137، 4/240].
ولما منع أبو حيان أن يكون (إذ) مفعولاً به لاذكر، أو ظرفًا متعلقًا باذكر – قدر مضافا محذوفًا يعمل في (إذ) إن كان لا يوجد لها عامل في الكلام.
قال في قوله تعالى:
{وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ} [7: 69].
«أي اذكروا آلاء الله عليكم وقت كذا، والعامل في (إذ) والعامل في (إذ) ما تضمنه النعم من الفعل» [البحر:4/324].
كذلك صنع في قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ} [7: 86] [البحر:4/340]
واستحسن تقدير ابن عطية: اذكروا حالكم الكائنة أو الثابتة إذ أنتم قليل في قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ} [البحر:4/485].
وأعجب لأبي حيان بعد ذلك، فقد أجاز في آيات كثيرة أن يكون عامل (إذ) (اذكر). ذكر ذلك في كتابيه: البحر والنهر من غير إنكار ولا اعتراض، بل ذكر ما يحسن تقدير (اذكر) في قوله تعالى:
{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} [50: 16-17]. [البحر:8/123، والنهر:ص122].
وقال في قوله تعالى:
{وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ * إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ}[3: 44-45].
«العامل في (إذ) اذكر، ويبعد أن يكون بدلاً من (إذ) ويكون العامل فيه {يَخْتَصِمُونَ}. [النهر:2/459]. وقال في قوله تعالى:
{وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [37/83-84].
قال – بعد أن أبطل قول الزمخشري -: «وأما: تقدير: (اذكر) فهو المعهود عند المعربين» [البحر:7:/364-365].
كذلك أجاز أبو حيان تقدير (اذكر) عاملاً في (إذ) في هذه الآيات:
1- {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ}. [18: 9-10].
قال في [البحر:6/102]: «العامل في (إذ) (اذكر) مضمرة. وقيل: عجبًا».
2- {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ} [21: 51-52].
في [البحر:6/320]: «(إذ) معمولة ل(آتَيْنَا)، أو (رُشْدَهُ) أو (عَالِمِينَ)، أو بمحذوف، أي اذكر من أوقات رشده هذا الوقت».
3- {لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [48: 25-26].
في [البحر:8/99]: «(إِذْ) معمول (لَعَذَّبْنَا)، أو (وَصَدُّوكُمْ)، أو (لاذكر) مضمر».
4- {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا} [51: 24-25].
في [البحر:8/138]: «(إِذْ) معمولة للمكرمين إذا كانت صفة حادثة بفعل إبراهيم، وإلا فبما في (ضَيْفِ) من معنى الفعل، أو بإضمار (اذكر) وهذه أقوال منقولة».
5- {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} [3: 121].
في [البحر:3/45]: «العامل في (إذ) اذكر. وقيل: هو معطوف على قوله: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ} [3: 13] أي وآية إذ غدوة، وهذا في غاية البعد، ولولا أنه مسطور في الكتب ما ذكرته».
6- {وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين} [14: 7]
في [البحر:5/407]: «احتمل (إذ) أن يكون منصوبًا باذكروا، وأن يكون معطوفًا على (إذ أنجاكم)».
7- {وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [26: 10]
في [البحر:7/6-7]: «العامل في (إِذْ) قال الزجاج : اتل مضمرة . وقال العامل (اذكر) وهو مثل (واتل)».
8- {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ} [33: 7]
في [البحر:7/213]: «العامل في (إِذْ) قال الحوفي وابن عطية: يجوز أن يكون مسطورًا. وقيل: العامل اذكر حين أخذنا».
9- {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} [40: 47].
في [البحر:7/469]: «العامل في (إذ) فعل مضمر تقديره: اذكروا، وقال الطبري: (إذ) هذه عطف على قوله {إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ} وهذا بعيد».
10- {وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ} [2: 130-131].
قال في [البحر:1/195] بعد أن ذكر أقوالاً كثيرة في عامل (إذ): «وقيل: محذوف تقديره: اذكر».
وكذلك فعل في قوله تعالى:
11- {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا} [2: 166]. [البحر:4/473].
12- {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ} [3: 35].
في [البحر:2/437]: «العامل في (إذ) مضمر تقديره (اذكر) قاله الأخفش والمبرد، أو معنى الاصطفاء».
وانظر [البحر:2/473، 3/19، 82، 4/324].
تقدير (اذكر) ليكون عاملاً في (إذ) لم يكن شيئًا انفرد به (إذ) وإنما هو شيء معهود عند النحويين، لقد قدروا (اذكر) عاملا في (يوم) في آيات كثيرة، ورجح أبو حيان تقدير (اذكر) عاملاً في (يوم) في قوله تعالى:
{يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ} [25: 22]. [البحر:6/492].
ثم أقول: لقد كان من المعربين والمفسرين للقرآن الكريم إسراف في تقدير اذكر عاملاً في (إذ) لم يكتفوا بهذا التقدير في الكلام الذي ليس فيه ما يصلح للعمل في (إذ) وإنما قدروا (اذكر) مع وجود ما يصلح للعمل في (إذ):
1- {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [2: 30]. [البحر:1/139]، [الكشاف:1/61].
2- {وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ} [2: 130-131]. [الكشاف:1/95] [العكبري:1/36] [البحر:1/395]
3- {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا} [2: 165-166]. [العكبري:1/41]، [البحر:1/473].
4- {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي} [3: 35]. [الكشاف:1/185]، [العكبري:1/74]. [البحر:2/437].
5- {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ * إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ} [3: 44-45] .[العكبري:1/76]، [البحر:2/459]، [الجمل:1/271].
6- {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ * إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ } [3: 54-55]. [البحر:2/473].
7-{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ} [3: 123-124] [العكبري:1/83].
8- {وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ * إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَىٰ أَحَدٍ} [3: 152-153]. [الكشاف:1/223]، [العكبري:1/86]. [البحر:3/82]، [الجمل:1/325]
9- { إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ} [5: 110]. [العكبري:1/129]، [البحر:4/50].
10- {قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ * إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} [5: 111]. [العكبري:1/130].
11- {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ } [7: 80]. [الكشاف:2/73]، [العكبري:1/156]، [البحر:4/333].
12- {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [8: 9].[العكبري:2/3]. [البحر:4/465].
13- {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} [8: 11] [الكشاف:2/117]. [البحر:4/467].
14- {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا} [8: 43]. [الكشاف:2/128]، [العكبري:2/50]، [البحر:4/502]، [أبو السعود:2/240].
15- {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ} [8: 49]. [العكبري:2/5].
16- {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ} [9: 25].[الكشاف:2/145]، [أبو السعود:2/262].
17- {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ} [12: 4]. [الكشاف:2/241]، [العكبري:2/26]، [البحر:5/279].
18- {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا} [15: 51-52]. [العكبري:2/40]، [أبو السعود:3/152].
19- {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} [17: 47] . [الكشاف:2/363] [العكبري:2/49] [البحر:6/43]
20- {فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ}[17: 101] [الكشاف:2/377]. [العكبري:2/51].
21- {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} [18: 9-10]. [العكبري:2/52]، [البحر:6/102].
22- {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ * إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا} [20: 9-10] .[الكشاف:2/428]، و[العكبري:2/62]، [البحر:6/230].
23- {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ} [20: 39-40]. [العكبري:2/64]، [البحر:6/42].
24- {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ} [21: 51-52]. [الكشاف:3/14]، [العكبري:2/70]، [البحر:6/220].
25- {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ * إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهْلِهِ} [27: 6-7]. [الكشاف:3/133] [العكبري:2/89] [البحر:7/54]
26- {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ} [37: 83-85]. [الكشاف:3/303]، [العكبري:2/107]، [البحر:7/365]، [أبو السعود:4/273].
27- {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ} [38: 30-31]. [العكبري:2/109]، [البحر:7/396]، [أبو السعود:4/290].
28- {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [48: 26]. [الكشاف:3/467]، [البحر:8/99]، [أبو السعود:5/84].
29- {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} [50: 17]. [العكبري:2/127]، [البحر:8/123].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص107]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:01 AM
(وإذ)

تتبعت مواقع (وإذ) في القرآن الكريم، فوجدت اتفاق المعربين والمفسرين على أنها إما معطوفة على (إذ) قبلها. كما في قوله تعالى:
1- {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى} [17: 47].
2- {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} [53: 34].
3- {اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ * وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ} [5: 110-111].
4- {إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ} [7: 163-164].
وإما منصوبة بفعل محذوف كقوله تعالى:
1- {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} [18: 16]. في [العكبري:2/52] و(إذ) ظرف لفعل محذوف، أي قال بعضهم لبعض وفي [البحر:6/106]: «العامل في (إذ) فأووا».
2- {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} [46: 11].
في [الكشاف:3/444]: «العامل محذوف تقديره: وإذ لم يهتدوا به ظهر عنادهم، ومثله في [العكبري:2/123]، و[البحر:8/59] ثم قال: «ويمتنع أن يعمل فيه فسيقولون لحيلولة الفاء، ولتعاند زمان (إذ) وزمان {فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ}.
وقال السهيلي في [الروض الأنف:ج 2/286-287]: «فإن جوز وقوع المستقبل في الظرف الماضي على أصله الفاسد فكيف يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها، ولا سيما مع السين، وهو قبيح أن تقول: غدًا سآتيك فكيف إن قلت: غدًا فسآتيك، فكيف إن زدت على هذا وقلت: أمس فسآتيك. و(إذ) على أصله بمنزلة أمس، فهذه فضائح لا غطاء لها...».
وقال الرضي في [شرح الكافية: 2/371-372] «وأما قوله:
{وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ} [46: 11].
وقوله: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} [18: 16].
وقوله: {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا}[58: 13].
فلإجراء الظرف مجرى الشرط... وذلك في (إذ) مطرد. ويجوز أن يكون قوله: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ}، وقوله: {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا} من باب {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [74: 5].
أي مما أضمر فيه (أما). وإنما جاز إعمال المستقبل الذي هو {فَسَيَقُولُونَ} و{فَأْوُوا} و{فَأَقِيمُوا} في الظروف الماضية التي هي {وَإِذْ لَمْ تهتدوا}، {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ}، {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا} وإن كان وقوع المستقبل في الزمن الماضي محالاً، لما ذكرناه في نحو: أما زيد فمنطلق من الغرض المعنوي، أي قصد الملازمة، حتى كأن هذه الأفعال المستقبلة وقعت في الأزمنة الماضية. وصارت لازمة لها، كل ذلك لقصد المبالغة». وفي غير ذلك من بقية آيات (وإذ) فعاملها مضمر تقديره: اذكر وهناك بعض آيات محتملة للعطف.
وعلى هذا فقول أبي البقاء في [كلياته:ص26]: «كل ما ورد في القرآن الكريم من (وإذ) فاذكر فيه مضمر، أي اذكر لهم أو في نفسك كيفما يقتضيه صدر الكلام، ليس على إطلاقه، وإنما ذلك غالب فيما ورد من (وإذ) وقد عبر عن ذلك ابن هشام بقوله: «والغالب على المذكور في أوائل القصص في التنزيل أن تكون مفعولاً به بتقدير: اذكر» [المغني:1/74] وقال ابن القيم في [بدائع الفوائد:1/208]: «وهو كثير جدًا بواو العطف، من غير ذكر عامل يعمل في (وإذ)؛ لأن الكلام في سياق تعداد النعم، وتكرار الأقاصيص، فيشير بالواو العاطفة إليها، كأنها مذكورة في اللفظ، لعلم المخاطب بالمراد».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص115]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:01 AM
(فإذْْ)

جاء (فإذ) في آيتين من القرآن الكريم:
1- {فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [24: 13].
2- {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [58: 13].
وقال [العكبري:2/136] في الآية الثانية :«قيل: (إذ) بمعنى (إذا).
وقيل: هي بمعنى (إن) الشرطية. وقيل: هي على بابها ماضية. والمعنى: إنكم تركتم ذلك فيما مضى فتداركوه بإقامة الصلاة» وانظر [الكشاف:4/76] وقال [الرضي:2/371]: «(إذ) تحتمل التعليل أو الشرطية».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص117]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:01 AM
(إذ) بدل من المفعول به


من أجاز التصرف في (إذ) بإعرابها مفعولا به لاذكر أجاز أن تكون (إذ) بدلاً من المفعول به في هذه الآيات:
1- {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} [19: 16].
بدل اشتمال لأن الأحيان مشتملة على ما فيها، [الكشاف:2/407]، [العكبري:2/59]، [المغني:1/74].
2- {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ} [19: 41-42].
[العكبري:2/60، البحر:6/193].
3- {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ} [21: 78].
[الكشاف:3/17].
4- {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} [27: 54].
[الكشاف:3/147، البحر:7/86].
5- {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} [29: 28]
6- {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ} [29: 16].
[الكشاف:3/186، البحر:7/145].
7- {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ} [36: 13].
[الكشاف:3/282، العكبري:2/104].
8- {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ} [38: 41].
[الكشاف:3/330، البحر:7/400].
9- {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ} [46: 21].
[شرح الكافية للرضي:2/108، أبو السعود:5/67].
ومن منع تصرف (إذ) قدر مضافًا محذوفًا، أي خبر، أو قصة، ونحو ذلك يكون هو العامل في (إذ).
وأجازوا أن يكون (إذ) بدلاً من (نعمة) في قوله تعالى:
1- {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} [3: 103].
[في البحر:3/19 «أو حال من نعمة»].
2- {اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [5: 110]
[في العكبري:1/129 «أو حال»]
3- {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} [14: 6].
[الكشاف:2/294، العكبري:2/35].
4- {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ} [33: 9].
[العكبري:2/99، أبو السعود:4/203-204].
وأجاز الزمخشري أن يكون (إذ) في قوله تعالى:
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ * إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ} [12: 3-4].
بدلاً من {أَحْسَنَ الْقَصَصِ} بدل اشتمال، لأن الوقت مشتمل على القصص وهو المقصوص، فإذا قص وقته فقد قص. [الكشاف:2/241].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص117]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:02 AM
(إذ) بدل من المجرور


1- {وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ} [2: 130-131].
في [العكبري:1/36] «يجوز أن يكون بدلاً من قوله: {فِي الدُّنْيَا}». ولم يعترض عليه أبو حيان في [البحر:1/395].
2- {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا} [2: 246].
وفي [العكبري:1/58]: «(إذ) بدل {مِنْ بَعْدِ} لأنهما زمانان».
وفي [البحر:2/254]: «لو كان بدلاً لكان على تقدير العامل، وهو لا يصح دخوله عليه. أعني (من) الداخلة على بعد، إذ لا تقول: من إذ».
3- {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} [7: 163] في [الكشاف:2/100]: «(إذ يعدون) بدل من القرية، والمراد بالقرية أهلها، كأن قيل: واسألهم عن أهل القرية وقت عدوانهم في السبت، وهو من بدل الاشتمال. ويجوز أن يكون منصوبًا بكانت، أو بحاضرة».
واعترضه أبو حيان بقوله: «وهذا لا يجوز، لأن (إذ) من الظروف التي لا تتصرف، ولا يدخل عليها حرف جر، وجعلها بدلاً يجوز دخول (عن) عليها، لأن البدل هو على نية تكرار العامل، ولو أدخلت (عن) عليها لم يجز» [البحر:4/410].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص119]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:02 AM
(إذ) بدل من (إذ)

في آيات كثيرة جاءت (إذ) بدلاً من (إذ) قبلها، ولا يعتبر هذا تصرفًا فيها، لأنها لم تخرج عن الظرفية:
1- {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي} [2: 133]. [العكبري:1/36، البحر:1/402].
2- {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا} [2: 165-66].
[الكشاف:1/106، العكبري:1/41، البحر:4/473، أبو السعود:1/144].
3- {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ * إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ} [3: 44-45] [الكشاف:1/190، العكبري:1/76، البحر:2/459].
4- {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} [3: 121-122].
[الكشاف:1/214، البحر:3/46، أبو السعود:1/267].
5- {إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا} [7: 163].
[الكشاف:2/100، والبحر:4/410].
6- {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ * إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} [8: 7-9].
[الكشاف:2/116، العكبري:2/3، البحر:4/465]
7- {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} [8: 11].
[الكشاف:2/117، العكبري:2/3، البحر:4/467، بدل ثان]
8- {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ} [8: 12]
[الكشاف:2/118، بدل ثالث، البحر:4/469].
9- {فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ} [9: 40].
[الكشاف:2/152 بدل أول أو ثان، البحر:5/43، الجمل:2/279].
10- { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا} [17: 47].
[الكشاف:2/363، العكبري:2/49 أبو السعود:3/219، 2/620].
11- {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ} [20: 38-40].
[الكشاف:2/433، العكبري:2/64].
12- {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ َمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} [33: 9-10].
[العكبري:2/99، أبو السعود:4/203-204].
13- {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ} [37: 83-85] [العكبري:2/107، أبو السعود:4/273].
14- {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا} [36: 13-14].
[العكبري:2/104، أبو السعود:4/249، الجمل:3/502 «بدل مفصل من مجمل. وقيل: بدل الكل من الكل»].
15- {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ} [38: 21-22] [الكشاف:3/323، العكبري:2/109].
16- {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ * إِنْ يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ} [38: 69-71].
[الكشف:3/334، البحر:7/409، أبو السعود:4/296، الجمل:3/586].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص120]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:03 AM
(إذ) بدل من (يوم)

وهذا الإبدال أيضًا ليس تصرفًا في (إذ)، لأنها بدل من ظرف:
1- {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ} [5: 110].
بدل من {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ} [5: 109].
[الكشاف:1/371، العكبري:1/129، البحر:4:/50].
2- {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا} [8: 43].
بدل ثان من {يَوْمَ الْفُرْقَانِ}. [الكشاف:2/128].
3- {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * ِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا} [8: 41-42].
[الكشاف:2/128، العكبري:2/4، أبو السعود:2/240].
4- {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [9: 25].
[الكشاف:2/145، العكبري:2/7، البحر:5/4].
5- {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} [19: 39].
[الكشاف:2/411، العكبري:2/60، البحر:6/191، أبو السعود:3/282، الجمل:3/64، شرح بانت سعاد:ص14].
6- {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ} [40: 18].
[العكبري:2/114، أبو السعود:5/6، الجمل:4/9].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص122]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:03 AM
ما تتعلق به (إذ)

في [الخصائص:3/298]: «الظرف مما يتسع الأمر له، ولا تضيق مساحة التعذر له».
وفي [شرح الكافية للرضي:2/105]: «الظرف يكتفي برائحة الفعل وتوهمه» وفي [المغني:2/75]: «مثال التعلق بما فيه رائحة الفعل قوله:
أنا أبو المنهال بعض الأحيان
وقوله: أنا ابن ماويه إذ جد النقر
فتعلق (بعض) و (إذ) بالاسمين العلمين، لا لتأولهما باسم يشبه الفعل «بل لما فيها من قولك: الشجاع، أو الجواد».
وتقول: فلان حاتم في قومه، فتعلق الظرف بما في (حاتم) من معنى الجود» وفي [الدماميني:1/124]: «صرح بعضهم بأن نحو القصة، والنبأ؛ والحديث والخبر يجوز إعمالها في الظروف خاصة، وإن لم يرد بها معنى المصدر كقوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ} [51: 24-25].
والسر في جواز الإعمال تضمن معانيها الحصول والكون».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص123]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:03 AM
تعلق (إذ) بما فيه معنى الفعل

1- {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [37: 83-84].
في [الكشاف:3/303]: «تعلق الظرف بما في الشيعة من معنى المشايعة أو بمحذوف، وهو اذكر».
وفي [البحر:7/365]: «أما التخريج الأول فلا يجوز، لأن فيه الفصل بين العامل والمعمول بأجنبي، وهو قوله (لَإِبْرَاهِيمَ)، لأنه أجنبي من (شِيعَتِهِ) ومن (إذ)... وأيضًا فلام التوكيد تمنع أن يعمل ما قبلها فيما بعدها. وأما تقديره: اذكر فهو المعهود عند المعربين» وفي [العكبري:2/107]: «أي اذكر إذ جاء. ويجوز أن يكون ظرفا العامل فيه {مِنْ شِيعَتِهِ}».
2- {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ * إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ}. [41: 13-14].
(إذا) معمولة لصاعقة، لأن معناها العذاب. [البحر:7/489].
3- {وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} [51: 37-38].
(إذ) ظرف لآية. [العكبري:2/129، أبو السعود:5/103].
4- {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} [66: 11].
العامل في (إذ) مثلاً. [العكبري:2/140].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص123]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:04 AM
تعلق (إذ) بنبأ

1- {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا} [5: 27].
(إِذْ قَرَّبَا) نصب بالنبأ أو بدل منه، [الكشاف:2/233]، [العكبري:1/120] واعترض في [البحر:3/461] البدلية من جهة أخرى.
2- {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ} [26: 69-70].
العامل في (إِذْ) (نَبَأُ) [العكبري:2/87، البحر:7/22].
3- {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} [38: 21]
(إِذْ) ظرف لـ(نَبَأُ). [العكبري:2/109].
وفي [الكشاف:3/323]: «فإن قلت: بم انتصب (إذ)؟
قلت: لا يخلو، إما أن ينتصب بأتاك أو بالنبأ أو بمحذوف.
فلا يسوغ انتصابه بأتاك، لأن إتيان النبأ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يقع إلا في عهده، لا في عهد داود. ولا بالنبأ لأن النبأ الواقع في عهد داود لا يصح إتيانه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وإن أردت بالنبأ القصة في نفسها لم يكن ناصبًا، فبقى أن ينتصب بمحذوف وتقديره، وهل أتاك نبأ تحاكم الخصم ويجوز أن ينتصب بالخصم لما فيه من معنى الفعل» وانظر [البحر:7/391].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص124]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:04 AM
تعلق (إذ) بحديث


1- {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ * إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا} [20: 9-10]. في [الكشاف:2/468]: «(إذ) ظرف للحديث، لأنه حدث، أو لمضمر، أي حين رأى نارًا كان كيت وكيت، أو مفعولاً لاذكر».
نقل في [البحر:6/230] ما قاله الزمخشري، وانظر [العكبري:2/62].
2- {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ} [79: 15-16].
(إِذْ) ظرف لحديث، [أبو السعود:5/231، الجمل:4/384].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص125]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:05 AM
عمل (كان) الناقصة في الظرف


في [شرح الكافية للرضي:2/ 276]: «الأفعال الناقصة تنصب الظروف، لدلالتها على الحدث».
وفي [المغني:2/76]: «هل يتعلقان بالفعل الناقص؟
من زعم أنه لا يدل على الحدث منع من ذلك، وهم: المبرد فالفارسي، فابن جني، فالجرجاني، فابن برهان، ثم الشلوبين. والصحيح أنها كلها دالة على الحدث إلا (ليس)...».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص125]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:05 AM
عمل (كان) في (إذ)

1- {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ} [3: 44]
(إِذْ) ظرف لكان. [العكبري:1/75].
وفي [البحر:2/458]: «قال أبو علي: العامل في (إِذْ) (كُنْتَ)، ولا يناسب ذلك مذهبه في (كان) الناقصة؛ لأنه يزعم أنها سلبت الدلالة على الحدث وتجردت للزمان، وما سبيله هكذا فكيف يعمل في ظرف؛ لأن الظرف وعاء للحدث، ولا حدث، فلا يعمل فيه».
2- {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [3: 44].
في [البحر:2/459]: «العامل في (إِذْ) (كُنْتَ) على قول أبي علي».
3- {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} [7: 163]. في [الكشاف:2/100]: «يجوز أن يكون منصوبًا بكانت أو بحاضرة».
4- {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ} [19: 41-42].
في [الكشاف:2/411]: «ويجوز أن يتعلق (إِذْ) بكان أو بصديقا نبيا» وانظر [البحر:6/193].
5- {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ} [60: 4].
قال السمين: من جوز في (كان) أن تعمل في الظرف علق (إِذْ) بها. [الجمل:3/319].
وقال [العكبري:2/37]: «(إذ) ظرف لخبر (كان) أو هو خبرها».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص126]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:06 AM
عمل الفعل الجامد في (إذ)


في عمل الفعل الجامد في الظرف خلاف حكاه ابن هشام. [المغني:2/76].
وقال أبو حيان في [البحر:5/259] تعمل نعم، وبئس في الظروف المتأخرة.
وأجاز أبو الفتح أن يتعلق الظرف بليس قال في [الخصائص:2/400]: «فإن قلت: فكيف يجوز لليس أن تعمل في الظرف وليس فيها تقدير حدث؟ قيل: جاز ذلك فيها من حيث جاز أن ترفع وتنصب، وكانت على مثال الفعل، فكما عملت الرفع والنصب وإن عريت من معنى الحدث، كذلك تنصب الظرف لفظًا، كما عملت الرفع والنصب لفظًا، ولأنها على وزن الفعل.
وعلى ذلك وجه أبو علي قول الله سبحانه: {أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ} لأنه أجاز في نصب (يوم) ثلاثة أوجه...».
وقال الرضي في [شرح الكافية:2/276]: «ولا منع أن يقال: إن {يَوْمَ يَأْتِيهِمْ} ظرف لليس؛ فإن الأفعال الناقصة تنصب الظروف لدلالتها على الحدث».
وقال ابن هشام في [المغني:2/140]: «وقد يجاب بأن الظرف يتعلق بالوهم، وفي (لَيْسَ) رائحة قولك: انتفى».
1- {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ} [38: 30-31].
في [العكبري:2/109]: «يجوز أن يكون العامل في (إذ) نعم».
2- {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ * إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا} [56: 1-4]
في [الكشاف:4/55] فإن قلت بم انتصب (إذا) ؟
قلت: ب(ليس)؛ كقولك: يوم الجمعة ليس لي شغل، أو بمحذوف، يعني إذا وقعت كان كيت وكيت، أو بإضمار اذكر».
في [البحر:8/203]: «أما نصبها بليس فلا يذهب نحوي، ولا من شدا شيئًا من صناعة الإعراب إلى مثل هذا؛ لأن (ليس) في النفي كـ(ما) و (ما) لا تعمل، فكذلك (ليس)، وذلك أن (ليس) مسلوبة الدلالة على الحدث والزمان، والقول بأنها فعل هو على سبيل المجاز؛ لأن حد الفعل لا ينطبق عليها والعامل في الظرف هو ما يقع فيه من الحدث، فإذا قلت: يوم الجمعة أقوم فالقيام واقع في يوم الجمعة. و(ليس) لا حدث لها فكيف يكون لها عمل في الظرف...».
ذكرنا أن أبا الفتح والرضي وابن هشام يرون تعلق الظرف بليس فقول أبي حيان في الرد على الزمخشري: «فلا يذهب نحوي ولا من شدا شيئًا من صناعة الإعراب إلى مثل هذا، كلام فيه تحامل وادعاء».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص126]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:06 AM
العامل في (إذ)


عمل المصادر والأفعال والصفات في الظروف مما لا خلاف فيه بين النحويين غاية الأمر أنه ليس كل فعل أو وصف يتقدم الظرف أو الجار والمجرور يكون صالحًا للعمل في الظرف أو الجار والمجرور، إنما يعمل الفعل أو الوصف في الظرف إذا ارتبط معناه به، فليس العمل صناعة لفظية، فكم من أفعال وأوصاف تقدمت الظروف، ولا تصلح للعمل فيها؛ لأن معانيها غير مرتبطة بهذه الظروف. وقد مثل ابن هشام لهذا النوع بأمثلة كثيرة في الباب الخامس، في ذكر الجهات التي يدخل الاعتراض على المعرب من جهتها... [المغني:2/119-122].
وفيما يتعلق بإذ نسوق هذه الآية الكريمة:
{وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ} [28: 76].
في [الكشاف:3/178]: «ومحل (إذ) منصوب بتنوء».
وفي [البحر:7/132]: «وهذا ضعيف جدًا: لأن إثقال المفاتح، العصبة ليس مقيدًا بوقت قول قومه: لا تفرح.
وقال ابن عطية: متعلق بقوله: {فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ}. وهو ضعيف أيضًا: لأن بغيه عليهم لم يكن مقيدًا بذلك الوقت.
وقال الحوفي: الناصب له محذوف تقديره: اذكر.
وقال أبو البقاء: إذ قال: ظرف لآتيناه، وهو ضعيف أيضًا؛ لأن الإيتاء لم يكن وقت ذلك القول. وقال أيضًا: يجوز أن يكون ظرفًا لفعل محذوف دل عليه الكلام، أي بغى عليهم إذ قال له قومه. ويظهر أن يكون تقديره. فأظهر التفاخر والفرح بما أوتى من الكنوز إذ قال له قومه: لا تفرح» وانظر [العكبري:2/94].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص128]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:07 AM
تعلق (إذ) بالمصدر


1- {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا} [7: 5].
(إِذْ) منصوبة بدعواهم. [الجمل:2/120].
2- { قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ} [12: 51].
العامل في (إِذْ) خطبكن. [العكبري:2/29].
3- {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} [18: 9-10].
(إِذْ) ظرف لعجبا. [العكبري:2/52، البحر:6/102].
4- {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ} [19: 2-3].
(إِذْ) ظرف لرحمة أو لذكر. [العكبري:2/58، البحر:6/172].
5- {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} [19: 39].
(إِذْ) ظرف للحسرة. [الكشاف:2/411، العكبري:2/60].
6- {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِه} [21: 51-52].
(إِذْ) تتعلق بآتينا أو برشده. [الكشاف:3/14، العكبري:2/70، البحر:6/32].
7- {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} [91: 11-12].
(إِذْ) منصوبة بكذبت أو بطغواها. [الكشاف:4/216، العكبري:2/155، أبو السعود:5/266].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص129]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:09 AM
متى يبطل عمل المصدر في (إذ)؟

جمهور النحويين على أن المصدر إذا أخبر عنه لا يجوز له أن يعمل في الظرف بعد ذلك الخبر؛ كما لا يعمل في المفعول به، وذلك بسبب الفصل بين العامل والمعمول بالأجنبي. [الخصائص:3/256، أمالي الشجري:1/192، المغني:2/125].
ولذلك منعوا أن يعمل المصدر في (إذ) في هذه الآيات الكريمة:
1- {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} [8: 10-11].
ولا يجوز أن يعمل (النَّصْرُ) في (إذ) [العكبري:2/3، البحر:4/467] وأجازه الزمخشري. [الكشاف:2/117].
2- {وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ} [18: 21].
في [العكبري:2/53]: «(إذ) ظرف (لِيَعْلَمُوا) أو (لأعثرنا) ويضعف أن يعمل فيه (وَعْدَ) لأنه قد أخبر عنه».
3- {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ} [40: 10].
وفي [الخصائص:3/256]: «فإذ هذه في المعنى متعلقة بنفس قوله: {لَمَقْتُ اللَّهِ} أي يقال لهم: لمقت الله إياكم وقت دعائكم إلى الإيمان فكفركم أكبر من مقتكم أنفسكم الآن؛ إلا أنك إن حملت الأمر على هذا كان فيه الفصل بين الصلة التي هي (إذ)، وبين الموصول الذي هو (لمقت الله)، فإذا كان المعنى عليه ومنع جانب الإعراب منه أضمرت ناصبًا يتناول الظرف ويدل المصدر عليه حتى كأنه قال بأخرى: مقتكم إذ تدعون».
وفي [العكبري:2/113]: «ظرف لفعل محذوف تقديره: مقتكم إذ تدعون ولا يجوز أن يعمل فيه {لَمَقْتُ اللَّهِ} لأنه مصدر قد أخبر عنه».
وانظر [البحر:7/452]، و[المغني:2/125]، وأجاز ذلك الزمخشري، [الكشاف:3/363].
كذلك جرى جمهور النحويين على أن وصف المصدر مما يمنع عمله في الظرف.
[البحر:3/22، 5/6، 6/342، 440]:
{تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [26: 97-98].
في [العكبري:2/88]: «(إذ) يجوز أن يعمل فيه {مُبِينٍ} أو فعل محذوف دل عليه ضلال، ولا يجوز أن يعمل فيه {ضَلَالٍ}؛ لأنه قد وصف» وانظر [أبو السعود:4/112، [الجمل:3/285].
وفي [البحر المحيط:4/467] أن الكوفيين يمنعون عمل المصدر المحلي بأل في الظرف. كما منعوا عمله في المفعول به.
وأقول: إذا ساغ الاختلاف في عمل المصدر المحلي بأل وفي المصدر الموصوف في المفعول فلا يسوغ الاختلاف في عملهما في الظرف الذي يكتفي برائحة الفعل.


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص130]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:09 AM
عمل الوصف في الظرف

اسم الفاعل، وما جرى مجراه إذا وصف لا يعمل في الظرف أيضًا عند جمهور النحويين. [العكبري:1/82، الجمل:1/306، البحر:6/193، 2/437].
1- {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ} [19: 41-42].
وفي [البحر:6/193]: «ولا يجوز أن يكون (إذ) معمولاً لصديقا، لأنه نعت إلا على رأي الكوفيين».
وأجاز الزمخشري ذلك في [الكشاف:2/411]: «يجوز أن يتعلق (إذ) بكان أو بصديقا».
وفي [العكبري:2/60]: «العامل فيه {صِدِّيقًا نَبِيًّا} أو معناه».
2- {وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ} [3: 34-35].
في [الكشاف:1/85]: «منصوب بسميع عليم. وقيل: بإضمار اذكر».
في [البحر:2/437]: «ولا يصح ذلك؛ لأن قوله (عَلِيمٌ) إما أن يكون خبرًا بعد خبر، أو وصفًا لقوله {سَمِيعٌ} فإن كان خبرًا فلا يجوز الفصل به بين العامل والمعمول به؛ لأنه أجنبي منهما، وإن كان وصفًا فلا يجوز أن يعمل {سَمِيعٌ} في الظروف؛ لأنه قد وصف، واسم الفاعل وما جرى مجراه إذا وصف قبل أخذ معموله لا يجوز له إذ ذاك أن يعمل على خلاف لبعض الكوفيين في ذلك، ولأن اتصافه تعالى بسميع عليم لا يتقيد بذلك الوقت وفي [العكبري:2/74]: «ظرف لعليم».
3- {وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} [3: 121-122].
في [الكشاف:2/214]: «أو عمل فيه معنى {سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
في [العكبري:1/83]: «ظرف لعليم».
وفي [البحر:3/46]: «وقول الزمخشري غير محرر؛ لأن العامل لا يكون مركبا من وصفين، فتحريره أن يقول: أو عمل فيه معنى سميع أو عليم، وتكون المسألة من باب التنازع».
4- {وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا} [8: 42-43].
في [الكشاف:2/128]: «أو متعلق بقوله: {لسَمِيعٌ عَلِيمٌ}».
5- {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ * إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهْلِهِ} [27: 6-7].
في [الكشاف:3/133]: «يجوز أن ينتصب (إذ) بعليم».
وفي [البحر:7/54]: «وليس انتصابه بعليم واضحًا، إذ يصير الوصف مقيدًا بالمعمول».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص131]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:09 AM
عمل اسم التفضيل في (إذ)


1- {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} [17: 47].
(إِذْ) منصوبة بأعلم. [الكشاف:2/363، البحر:6/43].
2- {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً} [20: 104].
(إِذْ) معمولة لأعلم. [البحر:6/279].
3- {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ} [50: 16-17].
(إِذْ) منصوبة بأقرب. [الكشاف:4/21، العكبري:2/127، البحر:8/123].
4- {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} [53: 32].
العامل في الظرف (أَعْلَمُ). [البحر:8/165].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص133]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:10 AM
التنازع في (إذ)


تنازع العمل في (إذ) فعلان؛ كقوله تعالى:
1- {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} [7: 12].
(إِذْ) ظرف لمَنَعَكَ، أو لتَسْجُدَ. [العكبري:1/150، الجمل:2/124].
2- {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَنْ قَالُوا} [17: 94].
(إِذْ) ظرف العامل فيه (مَنَعَ) أو (يُؤْمِنُوا). [أبو السعود:3/133].
3- {وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ} [18: 21].
(إِذْ) متعلق بأعثرنا أو ليعلموا. [الكشاف:2/384، العكبري:2/53، البحر:6/112-113].
4- {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ} [20: 39-40].
العامل في (إِذْ) ألقيت أو تصنع. [الكشاف:2/433، العكبري:2/64].
5- {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ} [24: 14-15].
العامل في (إِذْ) (لَمَسَّكُمْ)، أو(أَفَضْتُمْ)، [الكشاف:3/65].
6- {لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [48: 25-26].
يجوز أن يعمل في (إِذْ) (لَعَذَّبْنَا)، أو صدوكم. [الكشاف:3/167، البحر:8/99].
وقد تنازع العمل في (إذ) أفعال ثلاثة فأكثر في قوله تعالى:
1- {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ * إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَىٰ أَحَدٍ} [3: 152-153].
(إِذْ) ظرف لعصيتم، أو تنازعتم، أو فشلتم، أو (عَفَا عَنْكُمْ)، أو (لِيَبْتَلِيَكُمْ) أو (صَرَفَكُمْ). [الكشاف:1/223، البحر:3/82].
2- {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ * إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ} [8: 48-49].
(إِذْ) منصوب (زَيَّنَ)، أو بنكص، أو لفعل من الأفعال المذكورة في الآية مما يصح به المعنى. [العكبري:2/5، البحر:4/505].
وقد تنازع العمل في (إذ) فعل ووصف في قوله تعالى:
1- {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ * إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ} [3: 54-55].
(إِذْ) ظرف لخير الماكرين، أو مكر الله. [الكشاف:1/192، البحر:2/473].
وتنازع العمل في (إذ) وصفان في قوله تعالى:
1- {وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي} [3: 35] [الكشاف:1/185، البحر:2/437].
2- {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} [3: 121-122].
(إِذْ) ظرف لـ(سَمِيعٌ عَلِيمٌ). [الكشاف:1/214. البحر:3/46].
3- {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا} [8: 43]
(إِذْ) يتعلق بقوله: {لسَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الكشاف:2/128].
وتنازع العمل في (إذ) فعل ومصدر في قوله تعالى:
1- {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [3: 152].
(إِذْ) ظرف لقوله: {صَدَقَكُمُ} أو {وَعْدَهُ}. [العكبري:1/86].
2- {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ} [21: 51-52].
(إِذْ) يتعلق بآتينا، أو برشده، أو بعالمين. [الكشاف:3/14 العكبري:2/70، البحر:6/320].
3- {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} [38: 21].
(إِذْ) يتعلق بأتاك، أو بالنبأ، أو بالخصم على خلاف.
[الكشاف:3/323، العكبري:2/109، البحر:7/391].
4- {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} [91: 11-12].
(إِذْ) يتعلق بكذبت أو بطغواها. [الكشاف:4/216، العكبري:2/55، البحر:8/481، أبو السعود:5/266].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص133]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:10 AM
العامل في (إذ)

1- {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [2: 30].
في [البحر:1/139]: «الذي تقتضيه العربية نصب (إِذْ) بقوله: {قَالُوا أَتَجْعَلُ} كما تقول في الكلام: إذ جئتني أكرمتك، أي وقت مجيئك أكرمتك، وإذ قلت لي قلت لك، فانظر إلى حسن هذا الوجه السهل الواضح، وكيف لم يوفق إليه أكثر الناس».
وفي [الكشاف:1/61]: (إِذْ) نصب بإضمار اذكر. ويجوز أن ينتصب بقالوا.
2- {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ * قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ} [12: 4-5].
في [البحر:5/279]: «الذي يظهر أن العامل في (إِذْ) قال يا بني؛ كما تقول (إِذْ) قام زيد قام عمرو، وتبقى (إِذْ) على وضعها الأصلي من كونها ظرفًا لما مضى».
3- {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}. [2: 131].
العامل في (إِذْ) (قَالَ أَسْلَمْتُ). [البحر:1/395].
4- {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ} [2: 260]. الذي يظهر أن العامل في (إذ) قوله: {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ}. [البحر:2/297].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص136]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:11 AM
مواقع (إذ) في الإعراب


1- {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [5: 110].
جوزوا أن يكون (إذ) في موضع خبر مبتدأ محذوف، تقديره: ذلك إذ قال الله [البحر:4/50].
{إِذْ أَيَّدْتُكَ} عاملها (نِعْمَتِي) أو حال منها. [العكبري:1/129].
2- {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا} [5: 7].
(إِذْ) ظرف لواثقكم، أو حال من الهاء المجرورة، أو من الميثاق. [العكبري:1/118].
3- {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ * إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ} [41: 13-14].
(إِذْ) يجوز أن يكون صفة لصاعقة، أو حالاً من صاعقة الثانية. [العكبري:2/115].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص137]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:12 AM
الإضافة إلى (إذ)

لا يضاف إلى (إِذْ) إلا اسم زمان، ولذلك رد أبو حيان على الزمخشري في تقديره اسما مضافًا إلى (إِذْ) ليس من أسماء الزمان في قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا}[5: 27].
في [الكشاف:2/333]: «ويجوز أن يكون بدلاً، أي اتل عليهم نبأ ذلك الوقت، على تقدير حذف مضاف».
وفي [البحر:3/461]: «لا يجوز ما ذكر، لأن (إِذْ) لا يضاف إليها إلا اسم زمان».
الذي جاء من أسماء الزمان مضافًا إلى (إذ) في القرآن الكريم هو (بعد) وذلك عند ذكر الجملة المضاف إليها (إذ) وذلك في قوله تعالى:
1- {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [3: 8].
2- {أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [3: 80].
3- {وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ} [6: 71].
4- {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا} [7: 89].
5- {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ} [9: 115].
6- {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} [25: 29].
7- {وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ} [28: 87].
8- {أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ} [34: 32].
وفي [شرح الكافية للرضي:2/108]: «لم يعهد مجرورًا باسم إلا ببعد».
وفي [الهمع:1/204]: «إلا أن يضاف اسم زمان إليها، نحو: حينئذ، ويومئذ، و {بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا}، ورأيتك أمس إذ جئت».
وجاء في القرآن الكريم إضافة (حين) و (يوم) إلى (إِذْ) مع حذف الجملة المضاف إليها (إِذْ).
أما (حين) فهو في آية واحدة {وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ} [56: 84].
وأما (يوم) فقد جاء مضافًا إلى (إِذْ) في مواضع تزيد عن السبعين مع حذف المضاف إليه أيضًا.
وفي [الخزانة للبغدادي:3/148]: «وجدت بخط صاحب القاموس تركيب هذه الظروف مع (إِذْ). قال: لا يضاف إلى (إِذْ) في كلام العرب غير سبعة ألفاظ وهي: يومئد، حينئذ، ساعتئذ، ليلتئذ، غدائتذ، عشيئتذ، وعاقبتئذ».
قيل: ومقتضاه أنه لا يقال، وقتئذ، ولا شهرئذ، ولا سنتئذ. وقد ورد أوانئذ في شعر الهذلي.
وفي [لسان العرب:15/461-462]: «وأما (إِذْ) الموصولة بالأوقات فإن العرب تصلها في الكتابة بها في أوقات معدودة في: حيئنذ، يومئذ، ليتلئذ، غدائتذ، عشيئتذ، ساعتئذ، عامئذ، ولم يقولوا الآنئذ، لأن الآن أقرب ما يكون في الحال، فلما لم يتحول هذا الاسم عن وقت الحال، ولم يتباعد عن ساعتك التي أنت فيها لم يتمكن».
والحروف التي وصفنا على ميزان ذلك مخصوصة بتوقيت لم يخص به سائر أزمان الأزمنة، نحو لقيته سنة خرج زيد... وقد جاء أوانئذ في كلام هذيل؛ انظر [ديوان الهذلين:3/100].
وفي [الكشاف:3/181]: «(إِذْ) تضاف إليه أسماء الزمان «كقولك: حينئذ، وليلتئذ، ويومئذ، وما أشبه ذلك».
وفي [الدماميني:1/173]: «والذي يظهر أن هذا من إضافة الأعم إلى الأخص كشجر الأراك، وذلك لأن (إِذْ) مضافة إلى جملة محذوفة. فإذا قلت: جاء زيد وأكرمته حينئذ فالمعنى: حين إذ جاء، فالثاني مخصص بالإضافة إلى المجيء، والأول عار من ذلك، فهو أعم منه».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص137]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:12 AM
بناء يومئذ وإعرابه

جاء في القراءات السبعة بناء (يوم) وإعرابه عند إضافته لإذ في قوله تعالى:
1- {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} [11: 66].
قرأ نافع والكسائي وأبو جعفر بفتح الميم في {يَوْمِئِذٍ} على أنها حركة بناء لإضافته إلى غير متمكن وقرأ الباقون بكسر الميم.
[الإتحاف:ص257-258]، [النشر:2/289]، [غيث النفع:ص129] [الشاطبية:223]، [البحر:5/240]، [أمالي الشجري:2/264]، [شرح الكافية:2/101].
2- {يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ} [70: 11].
قرأ يومئذ، بفتح الميم نافع والكسائي وأبو جعفر، كما في (هود). والباقون بالكسر. [الإتحاف:ص424]، [النشر:2/390]، [غيث النفع:ص265].
3- {وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} [27: 89].
فتح ميم {يَوْمَئِذٍ} مع إضافة {فَزَعٍ} إليه في قراءة السبعة. [الإتحاف:340]، [النشر:2/340]، [غيث النفع:ص194]، [البحر:7/102].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص139]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:13 AM
التنوين اللاحق لإذ

التنوين اللاحق لإذ في حينئذ، ويومئذ، ونحوهما تنوين عوض عن المضاف إليه المحذوف، وهو الجملة التي أضيفت (إذ) إليها. وتقدير هذه الجملة المحذوفة يدل عليه سياق الكلام:
1- {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} [11: 66].
في [الكشاف:2/224]: «ويجوز أن يريد بيومئذ يوم القيامة، كما فسر العذاب الغليظ بعذاب الآخرة».
وفي [البحر:5/240]: «أي ومن فضيحة إذ جاء الأمر وحل بهم. وقال الزمخشري... وهذا ليس بجيد؛ لأن التنوين في (إذ) تنوين للعوض، ولم يتقدم إلا قوله: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا} ولم تتقدم جملة فيها ذكر يوم القيامة».
2- {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} [18: 99].
في [البحر:6/165]: «والجملة المحذوفة بعد (إذ) المعوض منها التنوين مقدرة بإذ جاء الوعد، وهو خروجهم وانتشارهم في الأرض، أو مقدرة بإذ حجز السد بينهم وبين القوم الذي كانوا يفسدون عندهم، وهم متعجبون من السد، فماج بعضهم في بعض».
3- {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} [22: 56].
في [الكشاف:3/38]: «التنوين عوض عن جملة تقديرها: الملك يوم يؤمنون، أو يوم تزول مريتهم».
وفي [البحر:6/383]: «أي الملك يوم تزول مريتهم، وقدره الزمخشري: يوم يؤمنون، وهو لازم لزوال المرية، فإنه إذا زالت المرية آمنوا، وقدر ثانيًا كما قدرنا، وهو الأولى».
4- {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ} [40: 9].
في [البحر:7/452]: «لم تتقدم جملة يكون التنوين عوضًا منها... فلابد من تقدير جملة يكون التنوين عوضًا منها يدل عليها معنى الكلام، وهي: من تق السيئات، أي جزاءها يوم إذ يؤخذ بها فقد رحمته. ولم يتعرض لهذا المقدر أحد المفسرين».
5- {وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} [27: 89].
في [البحر:7/102]: «الأولى أن تكون الجملة المحذوفة ما قرب من الظرف، أي يوم إذ جاء الحسنة، ويجوز أن يكون التقدير: يوم إذ ترى الجبال ويجوز أن يكون التقدير: يوم إذ ينفخ في الصور».
6- {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ} [88: 2].
[الكشاف:4/206«يوم إذ غشيت»]
وفي [البحر:8/462]: «لم تتقدم جملة يصلح أن يكون التنوين عوضًا منها، لكن لما تقدم لفظ الغاشية، و(أل) موصولة باسم الفاعل، فتنحل بالتي غشيت، أي للداهية التي غشيت، فالتنوين عوض من هذه الجملة التي انحل لفظ الغاشية إليها وإلى الموصول الذي هو التي».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص140]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:15 AM
(إذ) للاستقبال

في [شرح الكافية للرضي:2/108]: «(إذ) للماضي؛ وإذا دخل على المضارع قلبه إلى الماضي، كقوله تعالى:
{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [8: 30]، {وَإِذْ تَقُولُ} [33: 37]».
وفي [البحر:1/387]: «(إذ) من الأدوات المخلصة للمضارع إلى الماضي، لأنها ظرف لما مضى من الزمان».
وفي [المغني:1/77] «وتلزم (إذ) الإضافة إلى جملة اسمية، أو فعلية فعلها ماض لفظًا ومعنى... أو فعلية فعلها ماض معنى، لا لفظًا، نحو: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ} [2: 127] {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [8: 30] {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ} [33: 37]».

آيات المضارع فيها بمعنى الماضي

1- {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [3: 44]. [العكبري:1/76، البحر:2/458].
2- {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ} [3: 124].
3- {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَىٰ أَحَدٍ} [3: 153].
المضارع بمعنى الماضي بدليل عطف الماضي عليه [البحر:3/84].
4- {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ} [8: 9].
عطف الماضي على المضارع. [الجمل:2/225].
5- {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا} [7: 163].
في [البحر:4/411]: «أي إذا عدوا في السبت إذ أتتهم، لأن (إذ) ظرف لما مضى، يصرف المضارع إلى الماضي».
6- {إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} [10: 61].
أي إذ أفضتم. [البحر:5/174].
7- {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ} [21: 78].
صيغة المضارع لحكاية الحال الماضية؛ لاستحضار صورتها. [الجمل:3/138].
8- {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ} [26: 72].
في [البحر:7/23]: «(إذ) ظرف لما مضى، فإما أن يتجاوز فيه، فيكون بمعنى (إذا)، وإما أن يتجاوز في المضارع، فيكون قد وقع موقع الماضي، فيكون التقدير؛ هل سمعوكم إذ دعوتم. وقد ذكر أصحابنا أن من قرائن صرف المضارع إلى الماضي إضافة (إذ) إلى جملة مصدرة بالمضارع...».
9- {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [26: 97-98] صيغة المضارع لاستحضار الصورة الماضية. [أبو السعود:4/110]. [الجمل:3/285].
10- {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [48: 18].
[أبو السعود:5/83، الجمل:4/161].
في [كتاب الصاحبي لابن فارس:ص112]: «وقال آخرون: (إذ) و (إذا) بمعنى كقوله جل ثناؤه: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُوا} [34: 51] بمعنى (إذا). قال أبو النجم:
ثم جزاه الله عنا إذ جزى = جنات عدن في العلالي العلا
المعنى: إذا جزى، لأنه لم يقع».
وفي [كتاب فقه اللغة للثعالبي:ص534]: «(إذ) بمعنى (إذا) كما قال الله عز وجل: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ} [34: 51] ومعناه: إذا فزعوا.
وقال عز وجل: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى} [5: 116] والمعنى: وإذا قال الله يا عيسى، لأن (إذا) و (إذ) بمعنى واحد في بعض المواضع...».
وفي [أمالي ابن الشجري:1/45] عن بيت أبي النجم: «فوضع (إذ) في موضع: إذا جزى».
وفي [شواهد التوضيح والتصحيح لابن مالك:ص9]


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص141]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:16 AM
مطلب في استعمال (إذ) مكان (إذا) وبالعكس

وقوله: {إذ يخرجك قومك} استعمل فيه (إذ) موافقة لإذا في إفادة الاستقبال. وهو استعمال صحيح غفل عن التنبيه إليه أكثر النحويين. ومنه قوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} [19: 39].
وقوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ} [40: 18].
وقوله تعالى: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} [40: 70-71] في [شرح الكافية للرضي:2/101]: «(إذ) تكون للمستقبل كإذا كما في قوله تعالى: {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ} [4: 11] على أنه يمكن أن يؤول بالتعليلية، وكما في قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} [40: 70-71].
ويمكن أن يكون من باب {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} [7: 44]».
وفي [المغني:1/75]: «الوجه الثاني: أن يكون اسمًا للزمن المستقبل، نحو: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [99: 4].
والجمهور لا يثبتون هذا القسم، ويجعلون الآية من باب {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} [18: 99]، أي من تنزيل المستقبل الواجب الوقوع منزلة ما قد وقع. وقد يحتج لغيرهم بقوله تعالى: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} [40: 70-71] فإن {يَعْلَمُونَ} مستقبل لفظًا ومعنى، لدخول حرف التنفيس عليه، وقد عمل في (إذ) فيلزم أن يكون بمنزلة (إذا). في [لسان العرب:15/463]: «غير أن (إذ) توقع موقع (إذا)، و(إذا) موقع (إذ). قال الليث في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} [6: 93]: «معناه: إذا الظالمون، لأن هذا الأمر منتظر لم يقع». في «سيرة ابن هشام»: قال أبو الحسن بن جحش في الهجرة إلى المدينة المنورة:
نمت بأرحام إليهم قريبة = ولا قرب بالأرحام إذ لا تقرب
قال ابن هشام: يريد بقوله: (إذ): (إذا)، كقوله عز وجل: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [34: 31] وقال أبو النجم العجلي:
ثم جزاه الله عنا إذ جزى = جنات عدن في العلالي والعلا
وقال السهيلي في [الروض الأنف:1/286]: «الوجه الثاني: أن (إذ) بمعنى (إذا) غير معروف في الكلام، ولا حكاه ثبت، وما استشهد به من قول أبي النجم ليس على ما ظن، إنما معناه: ثم جزاه ربي أن جزى، أي من أجل أن نفعني وجزى عني. و(إذ) بمعنى (أن) المفتوحة، كذا قال سيبويه في سواد الكتاب». انظر [نتائج الفكر:93].
النصوص السابقة التي أوردناها وفيها السابق على السهيلي والمتأخر عنه تشهد بأن (إذ) بمعنى (إذا) هو رأي جماعة كثيرة، وما الذي يمنع أن تقوم الأدوات بعضها مقام بعض، تجيء (إذ) بمعنى (إذا) كما تجيء (إذا) بمعنى (إذ)
جاءت (إذ) بمعنى (إذا) في هذه الآيات:
1- {ِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ} [5: 110].
2- {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [5: 116].
(إذ) بمعنى (إذا). [أمالي الشجري:1/45]، و[فقه اللغة:ص534]، [الإشارة إلى الإيجاز:ص26] وفي [القرطبي:3/372]: «وعلى هذا تكون (إذ) بمعنى (إذا)، كقوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ} [34: 51] أي إذا فزعوا وقال أبو النجم:
ثم جزاه الله عني إذ جزى = جنات عدن في السموات العلا
يعني: إذا جزى... فعبر عن المستقبل بلفظ الماضي، لأنه لتحقق أمره، وظهور برهانه كأنه قد وقع. وفي التنزيل: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ} [7: 50] ومثله كثير»، وفي [البحر:4/58]: «وقال ابن عباس وقتادة والجمهور هنا: القول من الله إنما هو يوم القيامة، فيقع التجوز في استعمال (إذ) بمعنى (إذا) والماضي بعده بمعنى المستقبل».
3- {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ} [4: 42]. في [العكبري:1/102]: «(إذ) ظرف زمان للماضي، وقد استعملت هاهنا للمستقبل، وهو كثير في القرآن».
4- {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} [19: 39]. في [البحر:6/191]: «وعن ابن جريج أيضًا: إذا فرغ من الحساب، وأدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار».
وفي [«شواهد التوضيح والتصحيح» لابن مالك:ص9]: (إذ) بمعنى (إذا).
5- {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ} [40: 18].
(إذ) بمعنى (إذا) [شواهد التوضيح:ص9].
6- {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِل} [40: 70-71].
في [الكشاف:3/378]: «الأمور المستقبلة لما كانت في إخبار الله تعالى متيقنة مقطوعًا بها عبر عنها بلفظ ما كان ووجد، والمعنى على الاستقبال».
وفي [العكبري:2/115]: «(إذ) ظرف زمان ماض، والمراد بها الاستقبال هنا لقوله تعالى: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}».
وفي [البحر:/474]: «(إذ) يقع موقع (إذا) وأن موقعها على سبيل المجاز فيكون (إذ) ها هنا بمعنى (إذا)، وحسن ذلك تيقن وقوع الأمر، وأخرج في صيغة الماضي، وإن كان المعنى على الاستقبال».
وانظر [شرح الرضي للكافية:2/101]، و[المغني:1/75]، و[رأي السمين في الجمل:4/23].
7- {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا} [99: 4-5].
(إذ) بمعنى (إذا) [المغني:1/75].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص144]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:17 AM
(إذ) بعد (لو)

جاءت (إذ) بعد (لو) في آيات كثيرة، والمعنى على أن (إذ) يراد بها الاستقبال.
1- {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [2: 165].
في [الكشاف:1/106]: «(إذ) في المستقبل، كقوله: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} [7: 44].
في [العكبري:1/41]: «(إذ) وقعت هنا بمعنى المستقبل، ووضعها أن تدل على الماضي، إلا أنه جاز ذلك لما ذكرنا أن خبر الله عن المستقبل كالماضي أو على حكاية الحال بإذ كما يحكى بالفعل.
وقيل: إنه وضع (إذ) موضع (إذا)، كما يوضع الفعل الماضي موضع المستقبل... وهذا يتكرر في القرآن كثيرًا».
وفي [البحر:1/472]: «ودخلت (إذ) وهي للظرف الماضي في أثناء هذه المستقبلات، تقريبًا للأمر، وتصحيحًا لوقوعه. كما يقع الماضي موقع المستقبل في قوله {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ} [7: 50]».
2- {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ} [6: 27]. في [البحر:4/101]: «قيل: (ترى) باقية على استقبالها و (إذ) معناه. (إذا)، فهو ظرف مستقبل، فتكون (لو) استعملت هنا استعمال (إن) الشرطية، وألجأ من ذهب إلى هذا أن هذا الأمر لم يقع بعد».
وفي [كتاب الصاحبي:ص111-112]: «(إذ) تكون للماضي، فأما قوله جل ثناؤه: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ} [6: 27] فترى مستقبل. و (إذ) للماضي، وإنما كان كذا، لأن الشيء كائن، وإن لم يكن بعد، وذلك عند الله جل ثناؤه قد كان، لأن علمه به سابق، وقضاءه به نافذ، فهو كائن لا محالة، وانظر [فقه اللغة للثعالبي ص534].
في [القرطبي:3/2405]: «(إذ) قد تستعمل في موضع (إذا) و (إذا) في موضع (إذ) وما سيكون فكأنه كان، لأن خبر الله تعالى حق وصدق.
3- {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} [6: 93].
في [البحر:4/181]: «ترى بمعنى رأيت، لعمله في الظرف الماضي، وهو (إذ)».
4- {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ} [8: 50].
في [الكشاف:2/130]: «(لو) ترد المضارع إلى معنى الماضي، كما ترد (إن) الماضي إلى معنى الاستقبال» وانظر [البحر:4/506].
5- {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ} [32: 12]
في [الكشاف:3/220]: «(ولو) و (إذ) كلاهما للمضي، وإنما جاز ذلك لأن المترقب من الله بمنزلة الموجود المقطوع به في تحقيقه». وفي [العكبري:2/98]: «(إذا) ها هنا يراد بها المستقبل».
6- {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ} [34: 51].
في [الكشاف:3/265]: «(لو) و(إذ) والأفعال التي هي، فزعوا، وأخذوا، وحيل بينهم كلها للمضي، والمراد بها الاستقبال. لأن ما الله فاعله في المستقبل بمنزلة ما قد كان».
في [كتاب الصاحبي:ص112]: «وقال آخرون: (إذ) و (إذا) بمعنى، كقوله جل ثناؤه {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا} بمعنى (إذا)» وانظر [فقه اللغة:ص534].
7- {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [34: 31].
في [الروض الأنف:1/286]: «فكيف الوجه في قوله سبحانه: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا} [6: 27] وكذلك {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ} أليس هذا كما قال ابن هشام بمعنى (إذا)...
و(إذا) لا يقع بعدها الابتداء والخبر، وقد قال سبحانه: {إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ}. وإنما التقدير. ولو ترى ندمهم وحزنهم في ذلك اليوم بعد وقوفهم على النار. فإذ ظرف ماض على أصله، ولكن بالإضافة إلى حزنهم وندامتهم، فالحزن والندامة واقعان بعد المعاينة والتوقيف، فقد صار وقت التوقيف ماضيًا بالإضافة إلى ما بعده والذي بعده هو مفعول (ترى)».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص147]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:17 AM
إفادة (إذ) التعليل
الشواهد كثيرة على إفادة (إذ) للتعليل، والرضى يرجح أن (إذ) الدالة على التعليل حرف، ولكن أرى بقاء (إذ) على ظرفيتها مع إفادتها للتعليل لما يأتي:
1- (حيث) من الظروف التي تفيد التعليل، ولو جعلنا (إذ) الدالة على التعليل حرفًا مصدريًا يسبك مع ما بعده بمصدر للزمنا أن نقول بذلك في (حيث). قال الزمخشري في [الكشاف:3/449]: «حيث وإذ غلبتا دون سائر الظروف في إفادة التعليل».
2- (إذ) مفيدة للتعليل في قوله تعالى: {أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [3: 80]، كما ذكره السهيلي وغيره. ولو وضعت (أن) المصدرية هنا مكان (إذ) ما صح ذلك، لأن (أن) المصدرية لا تقعد بعدها الجملة الاسمية، إلا إذا كانت المخففة من (أن).
ويعضد ما قلناه أن أبا الفتح أعرب (إذ) بدلاً م اليوم في قوله تعالى: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ} ثم صرح بإفادة (إذ) للتعليل. [الخصائص:2/173].
في [«شرح الكافية» للرضي:2/108]: «تجيء (إذ) للتعليل، نحو: جئتك إذ أنت كريم، أي لأنك، والأولى حرفيتها».
وقال في [2/101]: «(إذ) للمستقبل كإذا، كما في قوله تعالى: {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ} [46: 11]، على أنه يمكن أن يؤول بالتعليلية».
وفي [مغني اللبيب:1/75]: «الثالث: أن تكون للتعليل: نحو {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ} [43: 39] أي ولن ينفعكم اليوم اشتراككم في العذاب لأجل ظلمكم في الدنيا. وهل هذه حرف بمنزلة لام العلة، أو ظرف والتعليل مستفاد من قوة الكلام، لا من اللفظ».
وفي [الروض الأنف:1/286]: «(إذ) بمعنى (أن) المفتوحة، كذا قال سيبويه في سواد الكتاب، ويشهد له قوله سبحانه: {بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، وعليه يحمل قوله سبحانه: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ}، وغفل الفسوي [الفارسي] عما في كتاب سيبويه من هذا».
وانظر [الخصائص:2/172، 3/222-224]، و[البرهان:4/208] و[الهمع:1/205]، و[الإتقان:1/147].

آيات (إذ) للتعليل
1- {فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّه} [46: 26].
في [الكشاف:3/449]: «فإن قلت: لم جرى مجرى التعليل؟
قلت: لاستواء مؤدي التعليل والظرف في قولك: ضربته لإساءته، وضربته إذ أساء، لأنك إذا ضربته في وقت إساءته فإنما ضربته فيه لوجود إساءته فيه، إلا أن (إذ) و(حيث) غلبتا دون سائر الظروف في ذلك».
وفي [البحر:8/65]: «ويظهر فيها معنى التعليل لو قلت: أكرمت زيدا لإحسانه إلي، وإذ أحسن إلي» استويا في الوقت وفهم من (إذ) ما فهم من لام التعليل، وأن إكرامك إياه في وقت إحسانه إليك إنما كان لوجود إحسانه لك فيه.
2- {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} [6: 91].
في [البحر:4/117]: «في كلام ابن عطية ما يشعر بأن (إذ) للتعليل».
3- {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ}. [18: 16]. [المغني:1/76].
4- {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} [46: 11].
[شرح الكافية للرضي:2/101، والمغني:1/76].
5- {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [3: 164].
(إذ) تعليلة، أو ظرفية. [الجمل:1/332].
6- {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ * إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ} [20: 37-38].
(إذ) للتعليل. [تفسير الجلالين].
7- {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ} [20: 39-40].
جعل أبو الفتح (إذ) مفيدة للتعليل. قال في [الخصائص:2/173]: «ألا ترى أن عدم انتفاعهم بمشاركة أمثالهم لهم في العذاب إنما سببه وعلته ظلمهم، فإذا كان كذلك كان احتياج الجملة إلى (إذ) نحوًا من احتياجها إلى المفعول له، نحو قولك: قصدتك رغبة في برك، وأتيتك طمعًا في صلتك».
ثم أعرب (إذ) بدلا من اليوم وعلل لاختلاف الزمنين بقوله: لما كانت الدار الآخرة تلي الدار الدنيا لا فاصل بينهما صار ما يقع في الآخرة كأنه واقع في الدنيا.
ومنع أن يكون (إذ) منصوبًا باذكروا مقداراً لأمرين:
1- الفصل بين الفعل والفاعل بالأجنبي.
2- ضياع معنى التعليل الذي تفيده (إذ).
وقال في [الجزء الثالث:ص224]: «يجوز أن ينتصب (اليوم) بما دل عليه (مشتركون)...».
وانظر [الكشاف:3/420]، [العكبري:2/119]، [البحر:8/17]، [المغني:1/75-76]، [الروض الأنف:1/286].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص149]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:18 AM
هل تأتي (إذ) بمعنى (أن)؟ وهل تفيد التعليل؟

ذكر السهيلي في [الروض الأنف:1/286] أن (إذ) تأتي بمعنى (أن) المفتوحة قال: كذا قال سيبويه في سواد الكتاب ثم تبعه غيره.
1- {أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [3: 80].
[الروض الأنف:1/286].
2- {وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ} [6: 71].
في [الجمل:2/45]: «أبو معنى (أن) المصدرية، وهو ظاهر».
3- {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ} [9: 115].
في [الجمل:2/318]: «فيها وجهان: «إذ» بمعنى (أن) أو ظرف بمعنى وقت».
4- {وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ} [28: 87].
في [الجمل:3/464]: «(إذ) بمعنى وقت، كما تقدم عن أبي السعود في سورة آل عمران».
5- {أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ} [34: 32]
يجوز أن تكون (إذ) بمعنى (أن) المصدرية [الجمل:3/471].
6- {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} [19: 16].
في [العكبري:2/59]: «قيل: (إذ) بمعنى (أن) المصدرية، كقولك: لا أكرمك إذ لم تكرمني، أي لأنك لم تكرمني، فعلى هذا يصح بدل الاشتمال، أي اذكر مريم انتباذها».
7- {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} [2: 258].
في [العكبري:1/61]: «ذكر بعضهم أنه بدل من آتاه الملك، وليس بشيء لأن الظرف غير المصدر، فلو كان بدلاً لكان غلطا، إلا أن تجعل (إذ) بمعنى (أن) المصدرية، وقد جاء ذلك وسيمر بك في القرآن مثله».
8- {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ} [43: 39].
في [العكبري:2/119]: «(إذ) بمعنى (أن) أو في الكلام حذف مضاف، أي بعد إذ ظلمتم» وفي [الروض الأنف:1/286]: (إذ) بمعنى (أن) المصدرية.
9- {قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ} [49: 17] قرأ ابن مسعود: {إِذْ هَدَاكُمْ} [الكشاف:4/18]. [ابن خالويه:143] وكلاهما للتعليل. [البحر:8/118].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص152]

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:19 AM
هل تزاد (إذ)؟


في كتاب [«تأويل مشكل القرآن» لابن قتيبة:ص196]: «و(إذ) قد تزاد كقوله {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ}، {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ} [31: 13]».
وفي [شرح الكافية للرضي:2/108]: «قيل في نحو {وَإِذْ وَاعَدْنَا} [2: 51] إنها زائدة».
1- {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [2: 30].
في [البحر:1/139]: «واختلف النحويون في (إذ) فذهب أبو عبيدة، وابن قتيبة إلى زيادتها، وهذا ليس بشيء، وكان أبو عبيدة وابن قتيبة ضعيفين في علم النحو». [انظر المغني:1/77]، [الهمع:1/205].
2- {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ} [3: 35].
في [البحر:2/437]: «وذهب أبو عبيدة إلى أن (إذ) زائدة، المعنى: قالت امرأة عمران، وتقدم له نظير هذا القول في مواضع، وكان أبو عبيدة يضعف في النحو».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص153]